و إنّي على باب الأماني مكابره / سناء الحافي

و إنّي على باب الأماني مكابره
و قلبي شريدٌ.. و الوجوهُ مسافره

أرى غُربتي عُمراً مباحًا.. ولا أعي
إذا ما أراني التِّيهُ فيها مصائرَه

أرى أن خوفي من غدٍ ليس ينجلي
و ما عدت أخشى و التصاريفُ كافره

أَ جرمٌ هوَ الحلمُ الذي في تخيُّلي
أ إثمٌ يسوق الخوف روحاً مهاجره

فلستُ ألاقي ما رجوتُ بخاطري
كأنّي و داء القهر نُحيي مشاعره

أنا لم أكن يوماً أُغالي تصبّري
ألا ليتني أدركت صبري و آخره

أهذا فؤادي كم تباهى بجندِهِ
فلمّا أضاع العمر جافى عساكره

فأمسى هو المكسور يخشى ملامتي
ويغشى رداءُ الذلّ جهراً عشائرَه

و إنّي لأدري أنّ في الصبر راحة
و لكنّني في بعدهِ لست صابره

حواسي أراها في الليالي مكيدةً
فكنتُ بها أرجو النّهار وَ باكِـره

فدلّلتُهُ حتّى يَبوح بسرّهِ
و ما أبقت الأيام عزّ أكابِره

و كم مال نحوي ذلك السرّ و انثنى
و كم لذّة قد نلتها منه جاهره

فأسكنتهُ قلبي و عقلي و مهجتي
فحكم الهوى دمعٌ.. يُلبّي أوامرَه

و أيقنتُ أنّي في هواهُ ضحيَّةً
وهل في تمادي الدّمع أحيى ضمائره

فلست أرجيه ولست أخافهُ
فأسدل من بعد الفراق ستائرَه

فيا ليت لي في كلّ أمرٍ بصيرةً
و لي من حكايات الزمان بشائره

مضى العمر.. حتى صار فينا مؤجلاً
كتأجيلِ موتٍ دسَّ فينا مقابرَه

فيَقتَصُّ مِنّا ما تبقّى بمكْـرهِ
كأنّا عبيدٌ …باع فيهم مفاخرَه

About عبدالرحمن ريماوي

Check Also

يا نخلةً في مروج الريف تعرفني – هاجر عمر

يا نخلةً في مروج الريف تعرفني قولي لهم إنني أنأى عن المدنِ ففي شوارعها زيفٌ يلوذ به خوفٌ،وفي بحرها موجٌ من الفتنِ

%d bloggers like this: