أنا لم أكن متماهيـــاً بمكانِ حتى أكفَّ بـه عن الدورانمشت الثواني بي ولم يعرفنني، فقد نخرْ نَ كيانييمشـــــين آحاداً ، فتلك كهذه رسمت على وجهي خطوط بيانِتمتارُ من وجهي فإن ودّعتُها اسـتقبلت ثانيــةً بوجهٍ ثانِلي وهذا الوجه في أطواره من هادمٍ فيه وآخـــرَ بانِلو كان في بعضي لبعضي صاحبٌ حفظ الهـوى لبكيتُه وبكانيأرنو إليه وقد كسى قسماتِه صدأُ السـنين وعتمةُ الألوانِوأرتْنيَ المرآةُ من آثــــاره طللاً تهدّمَ كالحَ الجدرانِطوّفتُ فيه كالغريب فلم أجدْ سمتي عليه ولا عرفتُ مكانيساءلتُه إن كان يذكرُ من أنا أشاح عني مطبَقَ الأجفانِودنوتُ أُجلي من سماتي ما رأى فيمـا به قد تُخْدعُ العينانِفلربما عيناهُ من طول المَدى قد لّتا ، فكما أراهُ يرانيفلمحتُ عينيه كصوْحةِ وجهه مني وراء الدمع تسـتترانوكأن أطيافَ الزمانِ تشخّصت صوراً ، تودِّعُه بغير لســانِوتفكُّ أسـرَ زمانها فلطالما ضاقَ الزّمانُ بصحبةِ الأبدانِمن فرط ما احترقتْ بها لحظاتُه ومشتْ بعزّتِهِ لأحقر شــــانِوتطوف أبكارُ الهوى ملتفّةً من حوله كقلائد العِقيـانِهذا الذي ملأَ المخادعَ طيفُهُ من حرِّ آهاتٍ وخفقِ جَنانِاللـهَ،كم ذرفتْ هواهُ مدامعٌ فإذا برى ، ذَرَفتْهُ في الوجدانِهذا أنا وحدي أهدهدُ حزنهُ بيدي ، وأمسحُ دمعَـه ببنانيأحببْتُهُ كيما أُطيقَ هوانَه وكرهته كيما أُطيقَ حنانيوترقَّ فيَّ العاطفاتُ فلا أرى فرْقَ الكمالِ به عن النقصانِعشنا معاً زمنَ البداهةِ واحداً فإذا بنا لمّا تولّـى اثنانِفي عالمٍ سكنَ الخفاءُ عُبابَه وكأنه بحـرٌ بلا شـــــطئآنِنمشـي به حذَرَ الطريدةِ راعَها أن لا ترى فيه مكانَ أمانِرحنا نقلّبُهُ على صفحاتِه فلقد وجدنـاهُ بلا عنوانِتثبُ الرؤى ومْضاً على آفاقِه متردِّداً في البوحِ والكتمانِوكأنما العينانِ من سحرِ الرؤى فيه تناقضـتا بما تريـانِهذي ترودُ السـرَّ خلفَ وميضه وتدور تلك به مع اللمعانِكلتاهما رأتاه في أُفقيْهمـــــا فانجابَ عن وجْهٍ له أُفُقانِونفيضُ دفقاً لا محالةَ عائدٌ فينا بأســـماءٍ له ومعانيخلَعَ الحضورُ رداءَهُ متمايز بغيابه ، وأقام في الأذهانِفوجدْتُ ما أدميْتُ فيه ملامسي سيّانَ، في علمي وفي إيمانيوأروحُ بينهما غِراراً لا أرى غيري أُسائلُ منه ما هذانِلا شيء يخفقُ في سمائهما سوى همْسِ الحيـاةِ يذوبُ في الأكوانِوالكائناتُ سجينةٌ في خلْقها عميتْ به عن رؤيةِ الســـجّانِأعرَفْتَني،لا، فالرؤى بك صورتيوأنا المشاعرُ حين أنتَ تُعانيوأنا المفاتنُ فيك حين جعلْتُهـا فرس الرِّهانِ،وقد خسرتُ رِهانيماذا بقي لي فيكَ من ماضِ سوى دبٍ،أذودُ بمجــده خُذلانِيأنا يا رفيقي لستُ منكَ ، وهالني أن يُخلقَ الإنسـانُ في الحيوانِ*******************الزرقاء : 12/1/2003 |
Tags سميح الشريف
Check Also
يا نخلةً في مروج الريف تعرفني – هاجر عمر
يا نخلةً في مروج الريف تعرفني قولي لهم إنني أنأى عن المدنِ ففي شوارعها زيفٌ يلوذ به خوفٌ،وفي بحرها موجٌ من الفتنِ