جريدة وإذاعة سقيفة المواسم الثقافية ثقافية ، اجتماعية ، فنية
هو المجدُ تاجُ الشَّهيد
(1)
سَلامًا كَليمًا
سَلامًا حَميمًا..
يَرِفُّ على الشُّهداءِ الثَّلاثةِ في بيتِ ريما
سَلامًا يُهَدْهِدُ أَرْواحَهُمْ فوقَ هامِ سَحاباتِها..
لا تَهابُ المَنونا
بيتُ ريما يُغازِلُها المجد..
لا.. لن تُضاما
سَلامًا.. سَلامًا
سَلامًا لروحِ جَوادَ تَنالُ المَراما
سَلامًا أَليمًا
سَلامًا عَظيما
تَمامًا.. تَماما
كما نالَ ظافِرُ يا صاحِبَيَّ الوِساما
سَلامًا لِروحِ ضِياءَ الفَتَى الحَيَوِيِّ
سَلامًا على مُهَجِ الماجِداتِ استَقاما
فَأَبْكَى الإِذاعاتِ..
أَهْما المَحَطَّاتِ..
أَشْجا اليَماما
أَلا سَلِّموا في الجِنانِ على روحِ فايِزَ..
تَرْوي الحَكايا
تُعَرِّي الخَفايا
تُسَطِّرُ في السِّفْرِ نَبْضَ القُدامَى
أَلا قَبِّلوا روحَ راضي
تَبُثُّ شُروقَ التَّحايا
تُنيرُ الثَّنايا
تَبوحُ الحَنايا: أَلَيْسَ الشَّهيدُ إِماما؟
أَلا شاطِروا روحَ أَحْمَدَ
تَحْضُنُ روحَ محمَّدَ
تَجْني ثِمارَ المَزايا
تُخَلِّدُ نُبْلَ الطَّوايا
تُوَرِّدُ طيبَ النَوايا
وتَنْهَلُ من نَبْعِ إِصْرارِهِ ما تَسامَى..
لِزامًا علينا لِزاما
بِأَنْ نَزْرَعَ الأَرْضَ وَرْدَ الظِّفارِ
بِأَنْ تَرْتَدي بيتُ ريما ثِيابَ الفَخارِ
بما قَدَّمَتْ للمَسارِ
بِأَقْمارِها في سَماءِ الشَّهادَةِ
تَبْني القَواعِد.. تُذْكي الخَلايا
لِتُمْطِرَ بَرْقَ الوَصايا
ورَعْدَ الشَّظايا
وتُرْسي نِظامًا أَفاقَ الأَناما
***
(2)
سَلامًا لِأُمٍّ..
تَفوحُ بِعِطْرِ الدُّعاءِ النَّدِيِّ
سُجودَا.. رُكوعًا.. قِياما
تُذَرِّي المَواجِعَ..
تَذْرِفُ دَمْعًا سَخِيًّا..
على الوَجْنَتَيْنِ تَنامى
يُذيبُ الجَوانِحَ.. يَكْوي العِظاما
تُبَلْسِمُهُ بالأَنينِ
تُعالِجُهُ بالحَنينِ
تُضَمِّدُ بالذِّكْرِ جُرْحَ الشُّجونِ
تَجُبُّ الضِّراما
وتَمْسَحُ مُرَّ الظُّنونِ بِمِنْديلِ إِيمانِها
لا تَهابُ الحِماما
هي الأُمُّ في الفَجْرِ..
تَعْرِفُ كيفَ تَداوي السَّقاما
تُناجي الإِله المُجيبَ الحسيب الرَّقيبَ العَليما
تُناجي الإِلهَ البَصيرَ النَّصيرَ الكبير القدير الخبيرَ
تُناجي الإِلهَ الرَّحيما
تُناجي الإِلهَ القَوِيَّ العَلِيَّ العَظيما
فَتُطْفِئُ نارَ الفِراقِ بماءِ الرَّجاءِ
هو الابْتِهالُ بِجَوْفِ اللَّيالي يَسِنُّ السِّهاما
سِهامَ التَّعَبُّدِ تَخْتَرِقُ الحُجْبَ
تَعْلو وتعْلو وتَعْلو.. ولا تَستَشيرُ النِّياما
تُناجي الإِله بِأَنْ يَصْعَقَ الظُّلْمَ
يَمْحَقَ خَصْمًا زنيمًا رجيمًا
يُبَلْوِرَ حَقًّا مُبينًا سَليما
***
هي الأُمُّ تَمْحو الحَزَنْ
تَفُكُّ شِباكَ الشَّجَنْ..
بِسَيْفِ الفرائِضِ.. رُمْحِ السُّنَنْ
تَحِلُّ رُموزًا جِساما
هي الأُمُّ نَبْتُ الأُصولِ تَضُمُّ الشَّهيدَ..
فَتَبْتَسِمُ الأَرْضُ.. تَحْنو السَّمواتُ.. يَشْدو الوَطَنْ..
بِنايِ المَحَبَّةِ يُزْهي الوِئاما
تُقَدِّمُ أَحَلا النَّشامَى.. بِأَغْلَى ثَمَنْ
أَليسَ الأَلَمْ..
مَنارَ السَّلامِ؟
أَليسَ العَلَمْ..
دَثارًا يُجَلِّلُ وَجْهَ الكَفَنْ؟
بِثَوْبِ البَقاءِ..
يُتَوِّجُ للقادِمينَ لِبَيتِ العَزاءِ المَقاما
شِعارُ الشَّهادَةِ أَنْ تُشْعِلَ القَلْبَ بالذِّكْرَياتِ
وأَنْ تَفْتَحَ البابَ للنَّصْرِ
تَأْسِرُ لُبَّ الرِّجالِ.. تُحَيِّي العِظاما
هي الأُمُّ تُعْلي بُروجَ الشَّهامَةِ
حينًا تُناجي الشَّبابَ، وحينًا تُزَكِّي الكِراما
هي الأُمُّ مَوَّالُها الفَخْرُ
تَعْزِفُ أَصْدَى الزَّغاريدِ عند الوداع.. تَغيظُ اللِّئاما
***
(3)
هو الأَبُ يَزْرَعُ وَرْدًا على القَبْرِ
يَنْقُشُ آهًا على الشاهِدِ المُسْتَكينِ
يَخُطُّ: هُنا يَرْقُدُ البَطَلُ الشَّهْمُ..
يَبْني مَقاما
يُناجي بِسُورَةِ ياسينَ.. بالمُلْكِ
يَرْجو اللِّقاءَ بِجَنَّةِ خُلْدٍ
هَنيئًا.. هَنيئًا
هُمُ الشُّهَداءُ تَخُصُّ الشَّفاعَةَ لِلأَقْرَبينَ
فلا.. لا عليكَ من الغَمِّ فالحالُ فينا اسْتَداما
أَلَسْنا نُرابِطُ والقُدْسُ تَهْتِفُ:
مَرْحَى لِأَهْلِ الرِّباطِ؟..
فَهَبَّ الأَبُ الوَطَنِيُّ تَجَلَّى وهاما
هو الأَبُ بالصَّبْرِ زَمَّ الزِّماما
أَماطَ اللِّثامَا
أَلا سَطِّروا وِحْدَةً
كي تُوَفِّي الشَّهيدَ بَريقَ الوَفاءِ
ألا فانْهَضوا للأَعالي، وشُدُّوا الحِزاما
أَلا فانْقُشوا في الصُّدورِ وِشاما
هو الخُلْدُ تاجٌ لِروحِ الشَّهيدِ
فلا.. لا تقولوا خِتامًا.. خِتاما
أَقولُ وقولوا: لِقاءً حَميما
يَرِفُّ على الشُّهداءِ الثَّلاثةِ في بيتَ ريما
سَلامًا.. سَلاما
سَلامًا يَليقُ بِمَجْدِكِ.. يَرْقَى الغَماما
***
