هلْ راكبٌ، ذاهبٌ عنهمْ، يحيّيني، |
إذْ لا كتابَ يوافيني، فيُحييني؟ |
قَدْ مِتُّ، إلاّ ذَمَاءً فيَّ يُمْسِكُهُ |
أنّ الفُؤَادَ، بِلُقْياهُمْ، يِرَجّيني |
مَا سَرّحَ الدَّمْعَ مِن عَيني، وأطلَقَه، |
إلاّ اعتيادُ أسى ً، في القلبِ، مسجونِ |
صبراً ! لعلّ الذي بالبُعْدِ أمرضَني، |
بالقُرْبِ يَوْماً يُداوِيني، فيَشفيني! |
كيفَ اصطِباري وَفي كانونَ فارَقَنِي |
قَلْبِي، وهَا نحن في أعقابِ تشرِينِ؟ |
شَخْصٌ، يُذَكّرُني، فاهُ وَغرّتَه، |
شمسُ النّهارِ، وأنفاسُ الرّياحينِ |
لئنْ عطشتُ إلى ذاكَ الرُّضَابِ لكَمْ |
قد بَاتَ مِنْهُ يُسَقّيني، فَيُرْوِيني! |
وَإنْ أفاضَ دُمُوعي نَوْحُ باكِيَة ٍ، |
فكمْ أرَاهُ يغنّيني، فيُشجيني ! |
وإنْ بعدْتُ، وأضنتني الهمومُ، لقد |
عَهِدْتُهُ، وَهْوَ يِدْنيني، فيُسْليني |
أوْ حلّ عقدَ عزائي نأيُهُ، فلكمْ |
حللتُ، عن خصرِهِ، عقدَ الثّمانينِ |
يا حُسنَ إشراقِ ساعاتِ الدُّنُوّ بدَتْ |
كواكباً في ليالي بعدِهِ الجونِ |
واللهِ ما فارقُوني باختيارِهِمِ؛ |
وَإنْمَا الدّهْرُ، بالمَكْرُوهِ، يَرْمِيني |
وما تبدّلْتُ حبّاً غيرَ حبّهمِ، |
إذاً تَبَدّلْتُ دِينَ الكُفْرِ من دِيني |
أفْدِي الحَبيبَ الذي لوْ كَانَ مُقْتَدِراً |
لكانَ بالنَّفْسِ وَالأهْلِينَ، يَفْدِيني |
يا رَبِّ قَرّبْ، على خَيرٍ، تَلاقِينَا، |
بالطّالِعِ السّعدِ وَالطّيرِ المَيامِينِ |
Tags ابن زيدون
Check Also
يا رَبِّ إِن عَظُمَت ذُنوبي كَثرَةً – أبو النواس
يا رَبِّ إِن عَظُمَت ذُنوبي كَثرَةً - أبو النواس يا رَبِّ إِن عَظُمَت ذُنوبي كَثرَةً فَلَقَد عَلِمتُ بِأَنَّ عَفوَكَ أَعظَمُ إِن كانَ لا يَرجوكَ إِلّا مُحسِنٌ