نحو شراكة أمنية مجتمعية لمكافحة الجريمة – رنا عياش

نحو شراكة أمنية مجتمعية لمكافحة الجريمة

بقلم:  رنا عياش

تشرفتُ قبل أيام بالمشاركة مع جمعية (أصدقاء الشرطة) في لقاء مهم ومثمر تناول موضوعًا حيويًا.

بدايةً، أؤكد أن جهاز الأمن لدينا يتمتع بقوة عالية، تتجلى في قدرته على كشف الجرائم والوصول إلى مرتكبيها خلال ساعات أو أيام قليلة، حتى في قضايا القتل أو النهب أو الاعتداء. كما أن سمعة الأردن الأمنية مشهودة عالميًا، وخاصة في أداء الأجهزة المختلفة: الأمن الوقائي، البحث الجنائي، الدفاع المدني، قوات الدرك، وغيرها.

هذا الأداء ليس وليد الصدفة، بل هو ثمرة تواجد أمني فعّال، ومتابعة مستمرة، وخطط تطوير وتأهيل متقدمة.

ومع ذلك، يظل المجتمع شريكًا أساسيًا في الحفاظ على الأمن. فالشراكة تتجسد في العون المجتمعي، من خلال التحذير من السلوكيات الخارجة عن تقاليدنا، والإبلاغ عن الجرائم المنتشرة مثل المخدرات، والعنف الجسدي، والمعاكسات في الأسواق أو قرب المدارس، وكذلك في الانتباه لحوادث السير المبالغ فيها. ومن يتابع أداء أجهزتنا الأمنية يلمس بوضوح مدى التطور الذاتي والقانوني والاحترازي في مواجهة مختلف أنواع الجرائم وضبطها.

هذه الجهود تتطلب تعاونًا أكبر بين المجتمع المدني وقوى الأمن العام، من خلال لقاءات دورية نُطلع فيها الجمهور على الإجراءات الأمنية، ونستهدف المدارس والجامعات لتوعية الشباب ـ من الجنسين ـ بالمخاطر القانونية والاجتماعية، وتجنب وقوعهم في أفعال قد تكون عواقبها وخيمة. فالتوعية بالجرائم السابقة والتحذير من تكرارها، سواء من جاهل بعقوبتها أو متعمد لفعلها، أمر بالغ الأهمية.

ومن الأمثلة على المخاطر الحديثة: تقارير عن بعض أنواع السجائر الإلكترونية التي تحتوي زيوتًا مشتقة من الحشيش، والتي قد يتناولها الشاب دون علم فيتورط في قضايا خطيرة. كذلك الجرائم الإلكترونية مثل تبييض الأموال أو جمع التبرعات غير المشروعة، التي قد يقع فيها البعض سنواتٍ دون دراية بأنها جرائم، فضلًا عن التعليقات الإلكترونية التي قد تُعتبر قانونيًا جرائم تستوجب الغرامة أو السجن. ويضاف إلى ذلك ممارسات العنف الجسدي التي تهدد السلم المجتمعي.

اليوم نحن بحاجة إلى أن نكون جميعًا “أصدقاء للشرطة”، وأن نوسع شراكاتنا مع جمعيات مثل (أصدقاء الشرطة) لتكون شراكة تحذيرية، تدريبية، وإصلاحية. نكشف الخطأ، وننقذ من يمكن إنقاذه قبل الوقوع، وندعم من ارتكب خطأً ليتعلم ويعود عنصرًا صالحًا وفاعلًا في المجتمع.

بقلم : رنا عياش

عن Abdulrahman AlRimawi

شاهد أيضاً

تحت شعار “مونتريال تتحدث العربية”

تحت شعار "مونتريال تتحدث العربية" تنطلق فعاليات الدورة الثانية من معرض مونتريال للكتاب العربي من 3 إلى 5 أكتوبر القادم، بتنظيم جمعية الخدمات العامة لإدماج المهاجرين (SPDI) برئاسة علياء شافعي محمد.

تنويه تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: