مقامُ الفُصحى – علي الفاعوري

مقامُ الفُصحى

مقامُ الفُصحى - علي الفاعوري

بقلم الشاعر علي الفاعوري

آتٍ بفُصحايَ لا بالمـــــالِ والنَّسَبِ

آتٍ علــى صَهوةِ المُجتَثِّ والخَبَبِ

آتٍ أُحـــــــاولُ كأسَ الشِّعرِ أملؤها

بِمــــا تيَسَّرَ مِن دمعي ومِن عِنَبـي

أبكي سماءً على أحلامِنــــــا اتكأتْ

وأمطرَتْنا قرابينًـــــــا على النُّصُبِ

وأنفقتْنــــــا حكايــــــاتٍ على فَمِها

وخَلّفَتْنــــــا مشـــــاويرًا مِن التَّعَبِ

لأنهُ الشِّعرُ جئتُ اليومَ أحمِلُنــــــي

على جنـاحينِ مِن لومٍ ومِن غَضبِ

أُسائلُ القلبَ هل مـا قُلتٌ ذاتَ أسىً

عن البيــوتِ التي أهديتُـــها عَتَبي

هل ما يزالُ على عهدي بهِ وجَعي

يُنقِّطُ الحبَّ مِن قــــــارورةِ الّلهَبِ

يـــا أيُّها الشِّعرَ هبْ لــي رُبعَ قافيةٍ

بهـــا أعودُ طريَّ الوجنتينِ صَبِي

تابَ الطّريقُ الذي قد شقَّ ذاكــرَتي

والشّاعِرُ الغَضُّ في جَنْبيَّ لَمْ يَتُبِ

هذي الحياةُ التي مُذْ أنجَبَتْ شَجَري

قــدْ وزّعتْني تراتيلاً على السُّحُبِ

وحــاوَرَتْني وما في الشّعرِ مِنْ لُغَةٍ

وأشْبَعتني وما في القلبِ من سَغَبِ

قد جَفْفتْني وكنتُ المــــاءَ في يَدِهـا

وقد أباحتْ لقُطعــانِ المدى عُشُبي

دهــْـــرانِ أرقُبُها مِنْ خَلفِ نـافِذتي

وأُطعمُ الوقتَ مِن لحمي ومِن عَصَبي

حتى تنــــــازلَ شِعري عَن مَهابَتِهِ

وقالَ للسّطرِ حينَ اصْفرَّ في الكُتُبِ

لنْ أدفــَــعَ القلبَ مَهــْـراً للتي قَتَلتْ

كُلَّ الخيولِ لأغدو مُهـْرَها الخَشبِي

ولــن أبيعَ كَكُلِّ البـــــــــائِعينَ فمي

للســـّائلينَ يدَ الأغــرابِ عنْ نَسَبي

مــا حِصّتي منكَ والأنهارُ قد يَبِستْ

مِن بعدِ مـا أمعنَ التأويلُ في طلبي

يــا أيُّها الشِّعرَ بي مِن هَمِّ ما تركوا

مُــــــــــرّانِ أحلاهُما أنّي بلا سَبَبِ

صُلِبتُ بالشِّعرِ حتـــى سالَ أحمَرُها

هذي الأصابعُ بين النّــارِ والحطَبِ

فَمــــــــــــــــــا تُفيدُ دواوينٌ مُكدَّسَةٌ

ومَـــــــــا تُفيدُ أساطيلٌ مِن الخُطَبِ

ومن سيُدرِكُ فُصحــــانا التي لَبِسَتْ

ثوبَ الفِرِنجِ وبـاعَتْ ثوبَها العَربي

About Abdulrahman AlRimawi

Check Also

يا نخلةً في مروج الريف تعرفني – هاجر عمر

يا نخلةً في مروج الريف تعرفني قولي لهم إنني أنأى عن المدنِ ففي شوارعها زيفٌ يلوذ به خوفٌ،وفي بحرها موجٌ من الفتنِ

%d bloggers like this: