متى الذهاب إلى الجنة / سلطان الركيبات

لمنْ يظلُّ إذا المرآةُ تُنكرُهُ
ووحشةُ الدَّارِ بالموتى تُذكِّرُهُ

تكلُّسُ الدَّهرِ بادٍ فوقَ سحنتِهِ
وأرذلُ العُمرِ بالأطلالِ يَعصُرُهُ

والذِّكرياتُ كلسعِ النَّحلِ تلسعُهُ
ولمْ يَعدْ بنجُ آمالٍ يُخدِّرُهُ

ما عادَ يُغري ارتشافُ النُّورِ مُقلتَهُ
فليسَ ثمَّةَ وجهٌ باتَ يُبهرُهُ

لا “أينَ” يأوي قليلًا تحتَ شرفتِها
وغيمةُ العيشِ بالخيباتِ تُمطرُهُ

مُجندلٌ بينَ عُكَّازٍ وأدويةٍ
ولا سواهُ بخلقِ اللهِ يَكبرُهُ

لا شهرزادُ تَصبُّ الحبَّ في فَمِهِ
تظلُّ حتَّى صِياحِ الدِّيكِ تُسكِرُهُ

لمْ يبقَ إلَّا دُخانُ التِّبغِ يؤنسُهُ
ما ظلَّ غيرُ سُعالِ اللَّيلِ يُسهِرُهُ

وليسَ مِلْكُ يمينٍ في مَعيَّتِهِ
ماتَ الجميعُ!! فمَنْ إنْ ماتَ يَقبُرُهُ
….
عَرَّى خريفٌ مِنَ الضَّوضاءِ موطنَهُ
فلا قماشُ أمانٍ ظلَّ يسترُهُ

والطَّائفيةُ مِنْ آيٍ ومشيخةٍ
مَنْ ذاك يَخلعُ نَعليها تُكفِّرُهُ

وكلَّما أسقطَ الثُّوارُ طاغيةً
تبوأ القصرَ “هولاكو” وعَسكرُهُ

أشلاءُ عائلةٍ أنقاضُ أبنيةٍ
وطائراتٌ بحلوى الموتِ تُمطرُهُ

كانتْ لهُ جنَّةٌ مُدهامةٌ زَمَنًا
يا حبَّذا أنَّ صاروخًا يُفجِّرُهُ

فأمُّهُ خلفَ بابِ الغيبِ دائمةُ
الدُّعاءِ علَّ مَلاكَ الموتِ يُحضرُهُ

وإنْ يُولي أبوهُ شَطرَ ساعتِهِ
يصيحُ تبًّا لهُ ماذا يُؤخرُهُ

وبنتهُ أوَّلَ الفردوسِ جالسةٌ
تُطالعُ الأفْقَ ليتَ العينَ تُبصرُهُ

وأقسَمتْ بزهورِ الخُلدِ زوجتُهُ
إذا يَدقُّ عليها البابَ تَنثُرُهُ

الانتظارُ يؤزُّ البالَ وسوسةً
مُتْ يا مُسنُّ فلا شيءٌ ستخسرُهُ

ومدَّ جِيدَكَ.. حبلُ السَّقفِ مِشنقةٌ
واللهُ عَنْ فعلِ هذا الأمرِ… يَنهرُهُ

الشاعر سلطان الركيبات

About عبدالرحمن ريماوي

Check Also

يا نخلةً في مروج الريف تعرفني – هاجر عمر

يا نخلةً في مروج الريف تعرفني قولي لهم إنني أنأى عن المدنِ ففي شوارعها زيفٌ يلوذ به خوفٌ،وفي بحرها موجٌ من الفتنِ

%d bloggers like this: