ماردنا القادم
——————-
أنا جبلٌ عاتٍ
قذفتُ بحارَ الظلمِ بالشُّهُبِ
زلزلتُ تحتَ الرعاةِ،
أخرجتُ في الصحراءِ العِنَبِ،
ونفختُ في القفرِ نارَ الحياةْ،
وصغتُ منَ الصمتِ صوتَ الغضبْ،
وحررتُ وجهَ السماءِ المُقيَّدِ،
ورفعتُ نخلَ الكرامةِ في التُّرَبِ.
أنا لستُ ظلًّا لأوهامِ عصرٍ
ولا أمةً شُوهَتْ في الكُتُبْ،
أنا ثورةُ الأرضِ، نارُ الترابِ،
أنا مطرُ الجائعين إذا احتجبوا،
أنا صيحةُ الأمهاتِ التي
تشقُّ ضميرَ الزمانِ إذا اقتربْ،
أنا الطوفُ إن خافَ منِّي الجبالُ،
أنا البرقُ إن خانَ سيفي العَصَبْ.
أنا وعدُ من قال: كونوا كرامًا،
أنا نفحةٌ من عظيمِ الكُتُبْ،
أنا صهوةُ الأنبياءِ، التي
تجلجلُ في الدهرِ: لا تَغتَربْ!
أنا النورُ في عينِ طفلٍ حزينٍ
تُكفكفُهُ الأمُّ فوقَ الخَرَبْ،
أنا آيةٌ في جبينِ الليالي،
إذا ما تجلّى بها المُرْتَهِبْ
أنا الساعدُ الصارخُ المُرتَقبْ،
إذا ما ارتجفْتُ… فأنا لَهَبْ،
أنا صاعقُ الدهرِ إنْ مسَّني،
أنا وعدُ شعبٍ بلا مغتَصَبْ!
أنا الحرفُ إن كتبَتْهُ الدماءُ،
أنا الرفضُ إن أُلهِبَتْهُ الخُطَبْ،
أنا آخرُ النابضينَ… أنا الغضبْ
د. عزام عبيد