لُقْمَةُ العيْشِ
بقلم الشاعر د. أسامه مصاروه
مَنْ يقض أعوامَهُ تحتَ احتلالِ
يعرف الذُلَّ وفي كلِّ مجالِ
إن يسعَ للرزقِ حتى قبلَ فجرٍ
يلقَ ظُلمًا عن يمينِ وشمالِ
فغزاةُ الحقِّ والعدلِ جميعًا
غلَّفتْ أحلامَهمْ سودُ الليالي
جُبِلوا من طينِ حقْدٍ بلْ ونارِ
كشياطينٍ دعاةٍ للصّلال
كلُّنا في الظلْمِ والقهْرِ سواءٌ
كلُّهمْ ايضًا اُصيبوا بِاخْتِلالِ
ما لِصمتٍ صار خٍ حتى لِشجْبِ
أَيُّ تأثيرٍ على فِكْرِ انْحِلالِ
كيفَ ترضى يا أخي العيشَ بِذلٍ
لا يُنالُ العِزُّ إلّا بالنضالِ
كيفَ ترضى بهوانٍ وخُضوعٍ
وَبِإذلالٍ مُهينٍ واعتِلالِ
فعدوُّ الحقِّ لا يسعى لِسلْمٍ
بل لقهْرٍ واضطهادٍ وقتالِ
هل طريقُ الصَّلْبِ فرضٌ يا إلهي
ونجاةُ الحُرِّ ضربٌ مِن محالِ
يا أخي انْهضْ لا تَهُنْ يكفيكَ ذُلٌّ
فليالي الظُلمِ حتمًا لِزَوالِ
إنْ وقفْتم يا أخي صفًا منيعًا
لنْ يكونَ النصْرُ في حُكْمِ الخيالِ
لُقْمةُ العيشِ كقيْدٍ للذليلِ
إنّها أسوأُ مِنْ جُرْحٍ عِضالِ
فبِها يسْعوْنَ كي تبقى ذليلًا
فترى التحريرَ صعبَا للمنالِ
لُقْمَةُ العيْشِ د. أسامه مصاروه