لا تحزني يا أمي
فالكون قنديل حنين
والروح نجم يتيه في المدارات
باحثٱ عن سدرة النور
في مهب العتمة الكبرى
قد ..
رأيت الحب والحزن والألم
وسجدت عند أعتاب الفقد
كعابد تكسرت في صدره النبوءة
وانحنى يصغي لنداء الظل
حين يسكنه الصمت الأبدي
كنت أسيرٱ يوم حملت وجهي في كف الغياب
ورأيت العمر ينزف
بين أضلاع الريح
كأنني حرف تائه
في سفر لم يكتمل
أتذكرين يا أمي
كيف كان الليل
يطوي صمته ليبوح لنا
بأن المساء صلاة مؤجلة
وأن الفجر ..
يولد من رحم الإنتظار
وأن النجوم مهما تلاشت
تبقى تهمس للغائبين
بأسرار الضوء
كنت تطرزين صباحي بالدعاء
حتى صارت كلماتي مسبحة
تعد أسماء الله
في راحتيك البيضاء
كيف كانت يداك
تعيد ترتيب الفوضى في روحي
تضفر أنفاسي مع الريح
وتعقد بها طوق الياسمين
حول معصمي
كأنني صلاة أزهرت
في كفوفك الطاهرة
كبرت يا أمي ؟؟
وصرت أحصي الغياب
كما يحصي الليل أنفاسه
كلما انطفأت نجمة
ارتعش في قلبي ضوء
لم أدركه بعد
لكن وجهك يا أمي
ما زال فجرٱ يسند
آخر شمعة في ليل الغربة
ما زال عكاز روحي المتعبة
حين يثقلها سفر الدهور
وأرتمي في وجع الزمن كغريب أضاع بوصلة الطريق في العدم
وعلى وسادة الحب
هناك رسالة لم يرسلها أحد
وكلمات لم تنطق
فصار الصمت مقصلة
وعانق الحبر شهيدٱ
رحل بالمعنى إلى الأبدية
والآن يا أمي
لا تحزني
فكل رحيل هو لقاء مؤجل
وكل الدروب وإن طالت
تحملني إليك
إلى حيث لا فراق ولا زمن
إلى حيث يعود النرجس نديٱ
وتعود ضفائري طفلة
في راحة يديك الرحيمة.
( خربشاتي) 21/3/2025
بقلم/ ثراء الجدي