لانت قناتك للمنون – مصطفى التل
لانت قناتك للمنون |
وقلما كانت تلين |
فعفا الحمى ممن أعز |
وغادر الأسد العرين |
وبقلب عنوان العروبة |
والحجا سكن الوتين |
صرخ النعي وما كنى |
والناس غير مصدقين |
أمحرر الشعب الهضيم |
وناشر الحق الدفين |
ومقيل عثرة أُمة أعيى |
النهوض بها القرون |
ابن الملوك أبو الملوك |
وسيط خير المرسلين |
يسطيع أن يودي به |
داء وتأسره منون |
وتنال منه منية |
هذا لعمر أبي ظنون |
الموت غاية كل حي |
رغم أنف الجاحدين |
فأعيذ نفسي كفرها |
بقضاء رب العالمين |
لكنه الخطب العظيم |
يشل وعي المطلقين |
ويطيش أحلام اله |
داة ويذهل المتأكدين |
من أين يترك وقعه |
وعيا بمنفى سجين |
الموت حق لا جدال |
وشكه عين اليقين |
والفرض يوم جلاء مقط |
عه سكون الجازعين |
لو ترتضى سنن الأسى |
بخلا التفجع أن ندين |
لا يشمتوا ما في ختام |
ك مغمز للشامتين |
يا رب خذل مثل خذ |
لك كان حظ المخلصين |
هو آية النصر العزيز |
وغاية النصر المبين |
كم سيد قاد الشعوب |
وساسها في الغابرين |
قد خاله أَبناء عصره |
في عداد العاثرين |
ظنوه لم يبلغ بهم |
شأواً بتعظيم قمين |
حتى إذا كر السنين |
جلا غشاوات العيون |
عرفوه في أوج اله |
داية من صفوف المصلحين |
ورأَوه والظفر التليد |
جناه بين الفاتحين |
فتسابقوا عن جهلهم |
وعقوقهم يستغفرون |
هذا يؤلههه وذاك |
يعده في المرسلين |
علمتنا كيف الفن |
اء بحب أمتنا يكون |
وأعز ما ملكت يدان |
وما يعز المالكين |
في نصرة المثل العلية |
كيف يجدر أن يهون |
غامرت بالتاج الثمين |
تصون بالعرش المكين |
المسجد الأقصى وحق |
بني أبيك بفلسطين |
لا غرو أولى القبلتين |
ان اصطفيت لها خدين |
ما زلت بين حماتها |
في السابقين الأولين |
أأصبت أم أخطات في |
مسعاك نهج المحسنين |
شأنان لن يعنى |
بمثلهما مؤرخك الرصين |
يكفيه أنك كنت |
عف النفس وضاح الجبين |
لم تشر إذ بلفور |
سامك موطناً دنيا بدين |
يا ناهجاً في الملك نهجاً |
ما عداه متوجون |
أرأيت كيف العرش حف |
بربه المترزقون |
فأتته معرفة الأمين فضل |
معرفة الخؤون |
حتى إذا صح الصحيح |
ومحص الذهب القيون |
وأماط عصف الحادثات |
هزال من ظن السمين |
هب الذين عليه أمس |
تكأكأوا يفرنقعون |
فأتاك أَن وفاءهم |
لخلا نضارك لن يكون |
ما كان نابليون يوم عن |
المواطن قد أبين |
أوفى بذمة قومه |
من منقذ العرب الأَمين |
حتى أستحق رعاية |
من رهطه والمخلصين |
فتواثب الأتباع غصة |
أسرة يتناهبون |
وتألبوا بالألب ح |
ول شماله وعن اليمين |
ما فيهم إلا عب |
اقرة الملاحم والزبون |
ما آثروا نقض الع |
هود وإن يظلوا منعمين |
بل فضلوا أسر الوفاء على |
القيادة ناكثين |
في حين أنت به بقبرص |
لا خلبل ولا خدين |
إلا شجى الذكرى وغص |
ات التلفت والحنين |
لمرابع عنها تسائل |
زائريك بكل حين |
كيف القويرة والشراة |
وكيف سهل بني عمون |
وجبال أيلة هل بها |
كلأ يسر الزائرين |
ما بعد جنات النخيل |
مسرة للناظرين |
أين الذين بمخلوانك |
بالعشي يرابطون |
وهتافهم ما رن |
أصفرك الأغر له رنين |
لو قلت إنك ربهم |
لرأيتهم بك مؤمنين |
والتاج أضيع ما |
يكون مؤيداً بمنافقين |
كالعضب تثلمه الغضاض |
ة بالحمائل والجفون |
هل ثغر ليماسول أقرب |
عندهم منه الحجون |
فأتوك أيام الحجاز |
بكل يوم وافدين |
عن حبهم وولائهم |
ووفائهم لك معربين |
حتى إذا انقلب لزمان |
عليك آضوا خارجين |
فإذا الذين عليهم أَقبلت |
عنك المدبرون |
وإذا بأحفظهم يخون |
وإذا بأصدقهم يمين |
وإذا بمن أنكرتهم |
بشجى مصيرك يشرقون |
عبراً بلوت أبا الملوك |
فعظ بواقعها البنين |
صلى الإله عليك يا |
ابن الطيبين الطاهرين |
وعلى الذين قضوا بعهدك |
للعروبة عاملين |
في ساحة الشهداء من |
فيحاء دينهم تدين |
في الرمل من بيروت في |
عكاء في مضض السجون |
في الغوطتين وفي العراق |
وفي مشارق ميسلون |
شم المعاطس مجدهم |
في المجد منقطع القرين |
عذراً إذا رحل الحسي |
ن إليهم في المسرعين |
ليعيش بين الخاملين |
ويقيم بين الميتين |
والموت قد ألقى إليه |
بصولجان الخالدين |
إن الحسين لفكرة |
صدر البقاء بها ضنين |
لا بالغ كر الردى |
منها ولا فر السنين |
فليتق اللّه الألى |
هرعوا إليه يؤبنون |
إن الرثاء به أَحق من |
الفقيد الفاقدون |
يا راية نشر الحسين على |
الكماة الدارعين |
فأتوا لنصرة رمزها |
من كل حدب ينسلون |
وتواثبوا في ظلها |
حوض الردى يتواردون |
ما الموت جد الموت |
يوم مثار نهضتهم مجون |
عقد الزمان لهم لواء |
الفتح حيث يحاربون |
فانظر إلى الأَتراك في |
عرض البلاد مقهقرين |
وانظر إلى الصحراء تزخر |
بالذين هم الذين |
وبكل بيت شرحبيل |
وبكل حي أرطبون |
أسد المفاوز ما ثنتهم عن |
معاقلها الحصون |
حتى اشتروا بدمائهم |
حرية الوطن الغبين |
وبنيه واستقلالهم |
لولا حبائل مكمهون |
يا رايه قد كان هذا |
شأنها في السابقين |
من بعد مولاك الحسين |
حمى جلالة من يصون |
للّه مما قد قض |
اه اللّه إنا راجعون
|
لانت قناتك للمنون