وسرْتُ في الذّاتِ حتى لاحَ آخرُها
لم يبقَ فيها سوى .. ماضٍ يقامرُها
وحدي أسيرُ وريدًا .. لا شريكَ لهُ
وحدي أسيلُ دَمًا .. حولي خواصرُها
والعمرُ يرنو .. كما ترنو مخيلتي
للهِ .. ذاكَ الذي لولاهُ .. أهجرُها
ماذا أقولُ أنا!؟ والشعرُ في وَجَسٍ
كأنُّهُ البئرُ .. تخشى من سيعبرُها
والحرفُ يدري كما أدري بأنَّ.. سُدَىً
إنْ تضحكَ النَّفسُ لا بُشْرى تبشُّرُها
يانادلَ الليلِ هل بالقدحِ بعضُ رؤىً
رغم السُّهادِ .. ستغويني أكررُها
تهدهدُ الفكْرَ؟؛ بي فكرٌ يعيثُ فنًا
مِن ألفِ آهٍ .. وصمتٌ ليس يُسْكِرُها
بالوحدةِ ال نثرتْ حولي ألفَ حاكيةٍ
لزلَّةِ المهدِ، ذي مااستطعتُ أغفرُها
لأيِّ دنيا ركلتُ الغيبَ في رَحِمٍ؟
وأيُّ أمنيةٍ .. أسطيعُ أعذرُها؟
وأيُّ دربٍ .. برغمِ التِّيهِ سِرْتُ بهِ؟
وأيُّ رؤيا ابن يعقوبٍ يفسرُها؟
وأيُّ شدوىً لأمي كنتُ أسمعُها؟
وأيُّ “نامي غدًا أشهى”، أكفرُها؟
مذ باتَ قابيلُ بالدنيا ونحن سدىً
بكأسِ شايٍ وموسيقى .. نخدرُها
بل .. منذ قال إلهي: “يا ملائكتي”
والأرضُ”رأسٌ وألفُ سيفٍ” نسعِّرُها
ورغم ذاكَ الذي -غصبًا- نعيشُ بهِ
نحتارُ .. أيُّ ظباءِ البيدِ … نأسرُها
ورغم كلّ صحاري الروحِ قاطبةً
نستمطرُ الصبرَ؛ لو يهمي يكوثرُها
ورغم كلّ جراحٍ .. نشتهي وَلَهًا
كأنَّ ذي سُنَّةٌ .. نحيا نوقرُها
فلنُذْريَ الضيقَ في ريحِ الحياةِ؛ فلا
التفاحةَ المشتهاةَ .. الذنبَ .. آخرُها.
دعاء رخا
#حقوق_النشر_محفوظة