في جوف الحفرةِ
في جوف الحفره لا أحد يراهْ
لكن اللهَ يراهْ
لا تسأل كيفَ
تعطلت الأسبابُ بأمرِ اللهِ
لتُكتبَ أسبابُ نجاهْ
لا تعجب فالأمرُ بأيدي الرحمنِ
ولكن لا تُدركُ فحواهْ
من أطعم هذا الطفل بجوفِ رُكامٍ؟
هل سُخِرَ ملكُ الرحمةِ
كي يرعاهْ؟
هو تدبيرُ اللهْ
إن دَبَرَ أمراً
سوف تُحارُ ولن تدركَ مغزاه
يا حفرة كوني برداً وسلاماً
كوني أُماً
إن غابت عنه الأمُ فمن يرعاهْ؟
غيرُ اللهْ
قلبُ الحفرةِ ينبضُ للطفلِ
يهدئ روعاً
ويربتُ فوق الكتفِ
يزيلُ أساهْ
من تحتِ الأنقاضِ
ينبتُ للنورِ
شجرٌ يخترقُ الأرضَ
ويرسلُ للكونِ تراتيلَ حياه
من تحت الأنقاضِ يخرجُ ناجون
وفي أنقاضِ الأثرةِ
مازال كثيرون
يريدون بقاءً
هل في قاعِ الخذلانِ نجاهْ؟!
في جوف الحفرةِ – د. محمد لطفي ليله