في السلمِ أَو في الـحربِ أَنتِ الأُغنية
ا= = = = = = = = = = = =
أَراكِ الآنَ رغمَ الـحربِ
رغمَ تَذَمُّرِ الأَميالِ من عيني
التي اجتازتْ مَفاصِلَها
ورغمَ تَذَمُّرِ الـطرقاتِ من قلبي
الذي لـمَ يَنسَ وُجهَتَهُ
ورغمَ حِرابتي والليلَ
حولَ قَداسَةِ اللقيا
على ضوءٍ يُقَرِّبُنا إِلى الـمحفلْ
أَراكِ بِرفقةِ الـمَعنى
إِجاباتٍ
تُذيبُ هَوى السؤالاتِ
التي احتشدتْ على سِرِّي
تُضَلِّلُها
فأَبقى غامضًا كالصمتِ
لا يَدري بِقافيتي
سوى بَـحرِكْ
أَراكِ تُـمسِّدينَ الأَرضَ
بَعدَ الـحربِ
كي تبكي على صَدركْ
فَـ رغمَ الثكلِ ما زالتْ
تَعيشُ على بقايا الروحِ
في الأَحجارِ والتربةْ
وما زالتْ برغمِ الـحربِ
قادرةً
على إِنـجابِ أَلفِ سحابةٍ أُخرى
لِصُنعِ الظلِّ والأَمطارِ
والأَخضرْ
أَراكِ كَـ وردةٍ عاشتْ على صدري
فَـ عَذَّبَـها
لأَنَّ الـحُبَّ قَتَّالٌ
كجذرٍ يَصنعُ الأَغصانَ عن بُعدٍ
ويرفعُها
فترسمُ كيفما شاءتْ
حدودَ الظلِّ والـمرعى
فأَنتِ الأَرضُ إِن جاءتْ
بِضوءِ الشمسِ من منفاهُ
كي تُبصرْ
وأَنتِ علامةٌ في العمرِ
فارقةٌ
كَـ فجرٍ
يَغسلُ الدنيا من الأَحزانِ
والأَسْوَدْ
كَـ ليلٍ
يَـمنحُ الأَحزانَ فُرصتَها
لكي تبكي
كَـ مِـمحاةٍ تُنَظِّفُ صفحةَ التاريخِ
من سَنواتِهِ السوداءِ
كي لا تُـحسَبَ الأَحزانُ
في أَعمارِ ناسيها
أَراكِ لِأُخرجَ الطرقاتِ
من رأْسي
وأَرسُـمَها بِشارعِنا
فأَعرفُ خِدعةَ العنوانِ بالـمِندلْ
أَجيئُكِ مُتعبًا مِنِّي
فَإِني حُزنُ هذي الأَرضِ
تَـحمِلُني بِـحَسرتِـها
كأُمٍّ ترفعُ الدعواتِ
فوقَ سُكونِ طِفلتِها
التي ماتتْ
على الطرقاتِ خَوفًا
من صَهيلِ الليلِ والأَعداءِ
والـموتى
كأُمنيةٍ تَضيقُ بِـحَجمها الدنيا
فتبقى في مَـخادِعِها
إِلى أَن تكبرَ الدنيا
كَـ حُبٍّ يَنقلُ العدوى
لِيُصلحَ بينَ نافذتَيْنِ
تَـقتتلانِ من ظَمَأٍ
فَـ تقتسمانِ بعد الـحبِّ بالـمعروفِ
ما جادتْ به الأَنداءُ
من ماءٍ
ومن غَبَشٍ
ومن قُبلةْ
أَراكِ لأَنكِ الأَعلى
إِذا ما امتدَّتْ السرواتُ
نـحوَ الشمسِ قاصدةً صَداقَتها
أَراكِ لأَنكِ الأَحلى
إِذا امتدَّتْ جُذورُ النخلِ
نـحوَ بَراءةِ الصحراءِ
قاصدةً بقايا الـماءِ والسُّكَّرْ
فَـ وجهكِ يَرسمُ القَسَماتِ
عن قصدٍ على الـميناءِ
كي أَندمْ
ووجهي يَتركُ الدنيا
على كَفَّيْكِ عن قصدٍ
لكي أَرجعْ
ولولا أَنَّ هذا الشِعرَ
مطبوعٌ بِفِطرتِهِ
على حبِّ الـمجازاتِ الـخياليةْ
على حبِّ انزياحِ القولِ
عن مَعناهُ في الصورةْ
ولولا بُعدُهُ الـمقصودُ
عن جُـمَلٍ مُباشِرةٍ
لوصفِ شُعورِ قائِلِها
لَقُلتُ قصيدةً
فيها من الكلماتِ واحدةٌ
“أُحبُّكِ”
هكذا وفَقَطْ
ليبقى دفترُ الأَشعارِ والشعراءِ
وقتَ السلمِ
وقتَ الـحربِ
مُنغَلِقًا
على
كلمةْ
ا= = = = = = = = = = = =
محمد مثقال الخضور//
في السلمِ أَو في الـحربِ أَنتِ الأُغنية