فلسطينيّةٌ – هتاف عريقات
__
لؤلؤةُ فلسطينَ أنا
ودروبُ بهجةٍ فيها
وتباشيرُ سنا
وشعاعٌ من أطيافِ منى
اسمٌ من أسماءِ ثراها هُنا
وأنا
امرأةٌ في زمنٍ
لا نهايةَ فيه لحلمٍ منها قد دنا
ولا ختامَ لحكايةِ ألمِها الطّويلةِ
كأنّني وردةُ حزنٍ
صبغَها الهمُّ بألوانٍ سوداءْ
ولمْ تطربْ لصوتِ غِنا
يا أرضَ العشقِ الخضراءْ
اسمُكَ هذا محفورٌ في قلبي
لمْ تطحنْهُ الرّيحُ الحمقاءْ
ولمْ تحرقْهُ أصابعُ الشّمسِ
ولا جلدتْهُ سياطُ الثّلجِ الرّعناءْ
آهٍ
كم ما زلتُ أتمنّى الموت على أرضِكِ الخضراءْ
مرتديةً ثوبَ الشّهداءْ
فأنتِ قصيدتُنا الممنوعةُ العصماءْ
وأنتِ كنزُنا الثّمينُ المخبوءُ
تحت ذرّاتِ الرّملِ
والصّامدةُ بوجهِ الطّوفانِ
وبراكينِ الأعداءْ
ليتكِ تنظرينَ إليَّ
كيف أبحثُ ملهوفةً
عن شجرةِ زيتونتي الجميلةِ
التّي سرقَها من حقليَ الغرباءْ
وعن غصنٍ مثمرٍ
أحملُه في كلِّ الأرجاءْ
بعد أن أخفاهُ عنّي لصُّ الّليلِ
في بحرِ دماءْ
أنا المرأةُ الّتي تُرضِعُ الوجودَ حليبَ البهاءْ
لن يكسِرَني هذا القهرُ
سأعلو
وأعلو بأجنحةِ عزمي
وأهزمُ بردَ الشّتاءْ
مؤمنةً بالنّصر
وبشعبٍ أتقنَ الصّبرَ
وحفِظَ أناشيدَ الإباءْ
ويدُهُ ممسوكةٌ بيدِ ربِّ السّماءْ
أنا من فلسطينَ
من بلدٍ بُنيَ من حجارةِ عزٍّ وكبرياءّ
لن أفنى
أصرُخُ مع كلّ مَنْ في العالم مِنْ شرفاءْ
وستعود لي حقائبي
وكتبي ولعبي ومياهي
وسترجعُ من جديدٍ قدسًا أرضُ الأنبياءْ
والّذين أُحزِنوا سيرقصونَ في حفلِ سعداءُ
وهذا الثّعبانُ الأعمى الأقرعُ إلى زوالٍ أبديٍّ وفناءْ
فلسطينيّةٌ – هتاف عريقات