أول الشهداء الثلاثة الذين أعدمتهم سلطات الانتداب البريطاني في سجن عكا عقب ثورة البراق وأصغرهم سنا (رَ: ثورة 1929). ولد في مدينة صفد* وتلقى فيها دراسته الابتدائية ثم الثانوية في الكلية الاسكتلندية. وأتم دراسته الجامعية في الجامعة الأمريكية في بيروت.
عرف منذ صغره بشجاعته وجرأته وحبه لوطنه واندفاعه من أجل درء الخطر الصهيوني عنه. وشارك مشاركة فعالة في مدينته في الثورة التي عمت أنحاء فلسطين عقب أحداث البراق سنة 1929 وقتل وجرح فيها مئات الاشخاص، وأصدرت حكومة الانتداب حكماً باعدام 26 شخصاً عربياً من المشاركين فيها (11 من الخليل، و14 من صفد وواحد من يافا) ثم استبدلت به حكم السجن المؤبد على 23 شخصاً، وأقرت حكم الإعدام على فؤاد حسن حجازي وعطا الزير* ومحمد جمجوم*، وحددت يوم 17/6/1930 موعداً لتنفيذ الأحكام، على رغم الاستنكارات والاحتجاجات العربية.
أمضى الشهداء الثلاثة ليلتهم الأخيرة ينشدون “يا ظلام السجن خيم”، وقبل تنفيذ الاعدام بساعة سمح لهم بمقابلة زائريهم وهم وقوق بألبسة الاعدام الحمراء. ينتظرون ساعتهم الأخيرة. وكانت ثغور الشهداء باسمة ونفوسهم مطمئنة وشجاعتهم فائقة، وكانوا هم الذين يتولون تعزية وتشجيع الزائرين يدل أن يعزيهم هؤلاء ويشجوهم. وكان الشهيد فؤاد حجازي يقول لزائريه: “اذا كان إعدامنا نحن الثلاثة يزعزع شيئاً من كابوس الانكليز عن الأمة العربية الكريمة فليحتل الاعدام في عشرات الألوف مثلنا لكي يزول هذا الكابوس عنا تماماً”.
وكتب فؤاد وصيته وبعث بها إلى صحيفة اليرموك* فنشرتها يوم 18/6 بخط يده وتوقيعه. وقد قال في ختامها:
“إن يوم شاقي يجب أن يكون يوم سرور وابتهاج، وكذلك يجب إقامة الفرح والسرور في يوم 17 حزيران من كل سنة. إن هذا اليوم يجب أن يكون يوماً تاريخياً تلقى فيه الخطب وتشدد الأناشيد على ذكرى دمائنا المهراقة في سبيل فلسطين والقضية العربية”.
أعدم فؤاد حسن حجازي في الساعة الثامنة من صباح 17/6/1930. وقد خلد الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان* في قصيدته “الثلاثاء الحمراء” الشهداء الثلاثة. ومما جاء فيها على لسان الساعة الأولى، ساعة إعدام فؤاد حسن حجازي:
أنا ساعة النفس الأبية الفضل لي بالأسبقية
أنا بكر ساعات ثلاث كلها رمز الحمية
قسما بروح فؤاد تصعد من جوانحه الزكية
عاشت نفوس في سبيل بلادها ذهبت ضحية