عِطْرُ الأَحَادِيثِ الشَّرِيفَة
فِي الْمَوْلِدِ النَّبَوِيِّ أَصْعَدُ نَخْلَتِي
فَأَرَى الْمَلائِكَ غَاسِلاتِ دُعَاهُ
مُتَرَادِفَاتِ .. بِمَاءِ وَرَدٍ رَشْرَشَتْ
قَوْلَ النَّبِيِّ وَضَمَّخَتْ مَعْنَاهُ
يَغْسِــلْنَهُ بِالْعِطْــرِ حَتَّى أَزْهَــرَتْ
فِيهِ الْبَلاغَـــةُ، قُدِّسَتْ دَعْوَاهُ
يَلْبِسْـــنَهُ الرَّيْحَانَ فَوْقَ حُـــرُوفِهِ
وَالْعِطْرُشَــــانُ عَبَاءَةٌ لِمَــدَاهُ
عَلَتِ الْمَسَــــرَّةُ كَائِنَاتُ سَـــمَاوَةٍ
الْكُلُّ يَخْـــدِمُ صَــوْتَهُ وَصَدَاهُ
هَا تِلْكَ أَدْعِـــيَةُ الرَّسُــولِ غَنَائِمٌ
لِلْحَارِسِــــينَ الْمُلْكِ فِي أَعْلاهُ
يَتَسَـــــابَقُونَ فَأَيُّــــهُمُ يَأْتِي لَهَا
بِالْعِطْــرِ يَحْظَى بِالْهَنَا، يَرْعَاهُ
يَتَفَاخَــــرُونَ بِأَنَّ قَــوْلَ حَبِيبِهِمْ
أَحْلَى كَــلامِ الْخَلْقِ مَا أَبْـــهَاهُ
إِنْ قَالَ (يَا الله) يَمْطُـــرُ فَوْقَــهَا
عِطْــرٌ، وَلَفُّوا بِالْحَرِيرِ رَجَاهُ
إِنْ قَالَ (رَبِّي) تُسْتَمَالُ حَدَائِقٌ
مِنْ مَشْهَدِ التَّوْحِيدِ .. مَا أَحْـلاهُ
إِنْ قَالَ (اللَّهُمْ) تَنْزِلُ نَجْمَـــــةٌ
تَسْـــــــتَقْبِلُ الإلْحَاحَ مِنْ مَبْدَاهُ
إِنْ قَالَ (ثَبِّتْنِي) يُفَاخِـــــرُ دِينُهُ
أَنَّ الثَّبَــــاتَ مُقَلِّــــدٌ لِخُطَـــــاهُ
إِنْ قَالَ (اعْفُ) ألسَّمَاءُ بِأَسْـرِهَا
تَبْكِي؛ (فَدَيْتُ مُحَمَّــــداً) لِنَقَاهُ
ضَوْءُ الأَحَادِيثِ الشَّـــرِيفَةِ بَيْنَنَا
نَبْضٌ لأُمَّـــتِــنَا عَلَتْ بِعُـــلاهُ
فِي الْمَوْلِدِ النَّبَوِيِّ أَصْعَدُ نَخْلَتِي
أَجْنِي الضِّــيَاءَ مُسَـكَّرٌ بِضِيَاهُ
لِأَذُوقَ حُلْــوَ فَضَائِلٍ مِنْ عَاشِقٍ
يُعْلِي بِأَطْـــرَافِ السَّـمَاءِ نِدَاهُ
الْمُلْتَقُـــونَ عَلَى الشَّفَاعَةِ نَبْضُُهُمْ
مَلَأَ السَّــــــمَاءَ تَـــوَدُّداً لِثَنَاهُ
يَتَسَـــابَقُونَ كَأَنَّهُمُ قَطْـــــرُ السَّمَا
مُسْــتَعْجِلٌ مَطَراً عَلَى بُشْرَاهُ
قَدْ صَافَحُوا يَدَهُ الشَّرِيفَةَ، مَنْ رَأَى
مُتَصَافِحاً مَلأ الضِّـيَا يُمْنَاهُ
فِي الْمَوْلِدِ النَّبَوِيِّ تَجْتَمِعُ النُّهَى
وَتَطُوفُ سَبْعاً فِي كَرِيمِ عَطَاهُ
إنِي رَأْيتُ النُّـورَ يَخْرُجُ مِنْ هُنَا
مِنْ عُمْــــقِ قَلْبٍ مُــولَعٌ لِلِقَاهُ
إِنِّي رَأَيْتُ النُّورَ، أَصْعَدُ نَخْلَتِي
أَجِدُ السَّـــمَاءَ قَمِيصَــهُ وَرِدَاهُ
صَلَّى عَلَيْكَ الله .. إِنِّي شَاعِرٌ
هَلْ فِي الْقَصَائِدَ وَمْضَةٌ تَرْجَاهُ
كُـلُّ الرُّؤَى رَيَّانَةٌ بِحَــــدِيثِــهِ
عِنْـــدَ الطَّــوَافِ تَعَلَّقَتْ بِــرُؤَاهُ
فَتَمَزَّقَتْ أَسْـــــتَارُ كُلِّ بَلاغَــةٍ
سَــالَ الضِّيَاءُ إِذَا الْقَصِــيدُ رَآهُ
إِنَّ الْقَصَائِدَ لَوْ تَطُوفُ بِكَعْبَةٍ
مَنْصُوبَةٍ فِي الْحُبِّ، نِلْتُ رِضَاهُ
إِنِّي أُحِبُّكَ كُنْ شَــفِيعِي عِنْدَمَا
تَنْهَـــــارُ آمَالِي وَتُحْـــــرَقُ آهُ
تَبْكِي الذُّنُوبُ مِنَ الذُّنُوبِ وَلَيْسَ لِي
إِلاَّ الْمَحَبَّةُ، لا أُحِبُّ سِوَاهُ