قصتي مع الكتابة — الكتاب رقي وفكر إن أحسنت الاختيار .. فكل الكائنات تعيش ولكن ليس كل الكائنات تقرأ أو تجيد امتطاء صهوة القلم ..
بدأ الحرف يعانق بطيفه الودود مخيلتي وروحي ، منذ نعومة أظفاري . في المرحلة الأساسية ، حصة الإنشاء هي ما كانت تستهويني ، برعت فيها حتى أن معلمتي في الصف الخامس الأساسي أوكلت لي مساعدة بعض الطلاب والطالبات التي تتعسر في محرابهم اللغة العربية ، وأذكر فرحتي يوم طلبت مني الإشراف على مجلة حائط المدرسة، بالإضافة إلى تشجيعها المستمر لي كلما عرضت عليها قراءة قصة أطفال جديدة نسجها خيالي . كبرت وتخرجت من الجامعة ، وكبر معي الشغف بقلم الرصاص ، هو للآن صديقي المخلص للتدوين ، فمازلت أعشق أزيزه على الورق .
ورغم مشاغل الحياة والعائلة ، أدرت الكثير من المهرجانات الأدبية والأمسيات الشعرية في عمان وخارجها كما أن قدسية محبتي للكتابةلم تفتر ، ولكن تضحية نجر ونحت قلمي الرصاص ، كانت مصيرها في البداية ولفترة غير قصيرة ، أوراق مبعثرة في صندوق خشبي مقفل .
في يوم من أيام سعدي ، استغاث الصندوق معاتباً من التخمة ، وبفضل النداء وتشجيع العائلة وإصرارهما، بدأت حروفي تعلن عن تحررها من قيد الظلام إلى النور .
أول إصداراتي كانت مجموعة قصصية بعنوان((أغداً ألقاك )) وقد احتفيت بمولدها في الأردن وجمهورية مصر الشقيقة. تبعها اسكتش مسرحي توعوي يعالج موضوع المخدرات في المدارس والجامعات ((الجوكر )) ومن ثم رواية (( خُلِقَ إنساناً )) ومازال الصندوق يستغيث بقوة وفِي جعبته، الكثير من القصص والنصوص النثرية ، ورواية جديدة قاربت النضوج والاكتمال .
فنانة تشكيلية بلجيكيّة من أُصول تونسيّة من مواليد 1976 ، هي باحثة و أستاذة فنون جميلة.
درست في الأكاديمية الملكيّة للفنون الجميلة ببروكسال ، وأقامت دورات تعليم في مجال العلاج بالفن بمدرسة " Paul académique " ببروكسال.