على كلِّ ما بي من الحزن – دكتور محمد مقدادي

على كلِّ ما بي من الحزن
على كُلِّ ما بي من الحُزنِ،
لم أتَّخِذْ للحياةِ بديلا.
ويَمَّمْتُ وجهي،
لأيِّ شموسٍ تُطِلُّ على البحرِ،
أو أيِّ تَلٍّ…وَظِلٍّ،
ونبعٍ، أرى ماءَهُ سلسبيلا.
ولكنني،
حين أدرَكتُ أنَّ القطيعَ،
يسيرُ إلى حتفِهِ،راضياً،
وأنّ الرُّعاةَ،
يُعِدُّونَهُ للمَنِيَّاتِ،
جيلاً….فَجيلا.
تَشَبَّثتُ بالغيمِ،
حتى رأيتُ النُّجومَ…مُجندلةً،
والسَّماءَ،
-على ما بِها من ثباتٍ-
تكادُ –لِوَفرَةِ أوجاعها-، أن تَميلا.
رأيتُ المنايا،
على كلِّ بابٍ تدورُ بِأكوابِها،
وتستَرِقُ السَّمعَ،مثل اللّصوصِ،
وتُلقي على الأرضِ حَملاً ثقيلا.
فأدركتُ أَنْ لم يعُدْ للحياة سبيلا.
وقلتُ:
إذا كانَ لابدَّ من غُربَةٍ،
فَكُنْ أنتَ من ينتقي موتَهُ،
وكُن أنتَ للمُقبلينَ الدَّليلا.
محمد مقدادي

About Abdulrahman AlRimawi

Check Also

نقــودُ العشـق – جومانا نجار

نقــودُ العشـق إلى لغتنا التي أضاعها الأعراب في يوم عيدها .. تؤثّــرُ في الوجودِ هدىً وفكــرا وتنقشُ في الرياحِ مَــدىً وعطــرا

تنويه تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.

%d bloggers like this: