على كلِّ ما بي من الحزن
على كُلِّ ما بي من الحُزنِ،
لم أتَّخِذْ للحياةِ بديلا.
ويَمَّمْتُ وجهي،
لأيِّ شموسٍ تُطِلُّ على البحرِ،
أو أيِّ تَلٍّ…وَظِلٍّ،
ونبعٍ، أرى ماءَهُ سلسبيلا.
ولكنني،
حين أدرَكتُ أنَّ القطيعَ،
يسيرُ إلى حتفِهِ،راضياً،
وأنّ الرُّعاةَ،
يُعِدُّونَهُ للمَنِيَّاتِ،
جيلاً….فَجيلا.
تَشَبَّثتُ بالغيمِ،
حتى رأيتُ النُّجومَ…مُجندلةً،
والسَّماءَ،
-على ما بِها من ثباتٍ-
تكادُ –لِوَفرَةِ أوجاعها-، أن تَميلا.
رأيتُ المنايا،
على كلِّ بابٍ تدورُ بِأكوابِها،
وتستَرِقُ السَّمعَ،مثل اللّصوصِ،
وتُلقي على الأرضِ حَملاً ثقيلا.
فأدركتُ أَنْ لم يعُدْ للحياة سبيلا.
وقلتُ:
إذا كانَ لابدَّ من غُربَةٍ،
فَكُنْ أنتَ من ينتقي موتَهُ،
وكُن أنتَ للمُقبلينَ الدَّليلا.
محمد مقدادي