على صراطكِ فامضيْ حرَّةً قلِقَةْ – فاطمة الزهراء غربي
على صراطكِ فامضيْ حرَّةً قلِقَةْ
وأيقظي الكونَ – كلَّ الكونِ – في ورقَةْ
وفجّري لغةً لا شيءَ يُشبهُها
للتوّ قد خُلقتْ ريّانةً طلِقَةْ
قومي إلى الصّمت هزّيه بقافيةٍ
فقد يُسَاقطُ هذا المشْتهى عذَقَهْ
حانتْ مخاضاتُ هذا الحرفِ فانتبذي
من المجاز قصيّاً وافتحي طرُقَهْ
وأشرِعي للسّؤال البكرِ نافذةً
إلى البعيدِ ومُرّي واعْبري أفُقَهْ
وطيّري سربَ رؤيا هاهُنا وقِفي
كي تشهدي رفْرَفاتِ الوحي مصطفِقَةْ
وراودي الشّعرَ عمّا فيه من نزَقٍ
ما الشّعرُ إن لم يهَبْ أرواحَنا نزقَهْ؟
إنسانةٌ من حكايا عصرِها انحدرتْ
كي تمنحَ الوقتَ لُطفاً .. رحمةً .. شفقَةْ
مُذْ أورقتْ في حناياها قصائدُها
والنبضُ يثمرُ معنىً أخضراً وثِقَةْ
مُذْ أودعَ الحُلمُ في مخيالِها حُلُماً
ما زال يكبرُ فيها نطْفةً علَقَةْ
إنسانةٌ تغسلُ الدّنيا بقافيةٍ
وتستحيلُ شذىً من دهشةٍ عبِقَةْ
“قابيلُ” ما غاب والجيناتُ شاهدةٌ
لا بدّ من كبِدٍ حرّى ومحترِقَةْ
من عهدِ “جسّاس” أعلنّا توحّدَنا
مع الشّتاتِ وأوفينا لهُ خَرَقَهْ
تجري مصائرُنا لا مثلما رغبتْ
ريحُ الحقائقِ تجري غيرَ متّفقَةْ
ولم يزلْ يُتمنا الكونيُّ يُمطِرُنا
وكلمّا لاحَ شِمنا برقَهُ ، ودَقَهْ
مُسربلون بحزنٍ لا نفادَ له
ولابسونَ على طولِ المدَى خِرَقَهْ
تعاورَتْنا بناتُ الدّهر من قِدَمٍ
ونحنُ أزواجُها لكنْ بغير مِقَةْ
مذ كانَ في الأرض طوفانٌ يطهّرُها
ونحنُ أوّلُ من قد نشتهي غرقَهْ
حُبلى قصائدُنا بالحزنِ من زمنٍ
والطّلقُ أحجيةٌ خرقاءُ مختلَقَةْ
يا قافياتي شراعُ الحُلمِ مُنكسِرٌ
فكيف تُبحرُ ذاتي وهي مختنِقَةْ ؟
قد كنتَ يا شعرُ فينا سيّداً ملكاً
فكيفَ عدتَ يتيماً تطلبُ الصّدقَةْ ؟
آهٍ على عالمٍ بالموت متّشحٍ
النّارُ والحقدُ لم يستبقيَا رمقَهْ
خرائطاً أم نعوشاً نحنُ نسكنُها
فيها عيونُ المنى مقروحةٌ أرِقَةْ ؟
نادي على أمّةٍ خلفَ الجراح بدتْ
حسناءَ أرملةً بالدّمعِ مغتبقَةْ
طوفي بتاريخها الدّامي وحاضِرها
نسائلِ الدّمَ من أجراهُ من هَرقَهْ ؟
هاتيك تغريبةُ الأحفادِ تقرؤها
فصولُها لمْ تزلْ شوهاءَ مخترَقَةْ
أضّدادُها نحنُ لا شيءٌ يُجمّعُنا
فما يوافقُ فينا شنُّنا طَبقَةْ
في أرضِ يعربَ كلُّ المبكيات وقدْ
تجمّعتْ واستطالتْ حلْقةً حلَقَةْ
أوّاهُ من قسوةِ الإنسان تسكنُنا
فمن يصيّرنا أهزوجَةً لبِقَةْ ؟
فاطمة الزهراء غربي