ولد عبد المنعم الرفاعي فى مدينة صور (1917- 1985) لبنان، حيث كان والده السيد طالب الرفاعي مديراً للمال فيها ، وكان والده فلسطيني المولد والنشأة، حيث نشأ في مدينة ” صفد” من شمال فلسطين من أسرة عرفت بمقامها الاجتماعي والروحي،
وقد بدأت دراسته الأولى في “الكُتّاب” على يد أحد الشيوخ، ثم في المدرسة الأميرية ثم الاسكتلندية في صفد وفي حيفا.
وفي سنة 1926 ذهب إلى العاصمة الأردنية عمان كي يلتحق بشقيقه الأكبر “سمير” الذي كان بدوره قد انتقل من الحكومة في فلسطين إلى عمان سنة 1924، ليشارك في تأسيس الحكومة الأردنية تحت حكم الأمير عبد الله بن الحسين.
وفي العاصمة الأردنية عمان تابع عبد المنعم دراسته الثانوية، وبعد أن أتمها سنة 1931 لحق بالجامعة الأمريكية ببيروت، حيث حصل على ليسانس الأدب العربي منها سنة 1937، ثم عاد إلى عمان فأصبح معلماً للأدب العربي بالمدرسة الثانوية التي تعلم فيها، وما كادت سنة 1939 تنتهي حتى لحق بالسلك الدبلوماسي الأردني موظفاً في ديوان أمير شرف الأردن (الملك عبد الله فيما بعد).
ومنذ هذا التاريخ جمع عبد المنعم الرفاعي بين الشعر والسياسة، حيث كان قلبه مع الشعر وعقله مع السياسة. فتدرج عبد المنعم في المناصب السياسية من سفير إلى وزير خارجية حتى وصل إلى منصب رئيس وزراء الأردن. ولكن السياسة لم تستطع أن تنتزع منه حبه للشعر والفن والأدب، وقد تغنى الموسيقار محمد عبد الوهاب بقصيدته “نجوى”.
وقد أبدع الكثير من القصائد العاطفية والسياسية، ولكنه كان يعتبر أن ديوانه “مسافر” يسجل الأحداث الرئيسية في حياته، سواء ما أصابه سنة 1945، وما أصابه من هزّة داخلية شخصية في مجرى حياته سنة 1958 حين انفصل عن زوجته نهلة القدسي (أم عمر) التي تزوجها الموسيقار محمد عبد الوهاب بعده، وما تعرض له من مآزق سياسية أو استثارة من أحداث وطنية أو ما كان دائماً يصيب أوتار حسه في قضية فلسطين.
وقد قصد بتسمية ديوانه “المسافر” المحطات التي توقف عندها في مسيرة حياته.
وكان الشاعر الكبير يعلن أنه تأثر بالمتنبي وشوقي وأحب شعر بشارة الخوري، فالمتنبي أعطاه كبرياء الشعر، والشوق أعطاه الأفق المديد.
وقد عاصر عبد المنعم الرفاعي الأحداث السياسية العربية في مختلف مراحلها، سواء نكبة فلسطين وحرب سنة 1956 وحرب سنة 1967، وانتصار 6 أكتوبر سنة 1973، وعكس كل تلك الأحداث الهامة وغيرها في شعره السياسي.
المصدر: موسوعة أعلام الفكر العربي- الجزء 3 ، صفحة 116.
فنانة تشكيلية بلجيكيّة من أُصول تونسيّة من مواليد 1976 ، هي باحثة و أستاذة فنون جميلة.
درست في الأكاديمية الملكيّة للفنون الجميلة ببروكسال ، وأقامت دورات تعليم في مجال العلاج بالفن بمدرسة " Paul académique " ببروكسال.