عام آخر تم خصمه من رصيد العمر – بقلم لبنى عبيدات
عبدالرحمن ريماوي
14 يناير، 2019
قراء
355 Views
عام آخر تم خصمه من رصيد العمر ..
لدي شعور أن السنين صارت تركض كحصان جامح في سباق ما شخصياً لم أستوعب بعد أني تقريبا في منتصف عقدي الخامس وأن معادلات من نوعية (لن تعش أكثر مما عشت) بدأت في طرح نفسها على سطح الوعي وأن أمامي القليل قبل أن تبدأ بطارية طاقتي على إعلان عدم تمكنها من مجاراة أحلام الأمس بنفس الشغف والحماس
على كل…
لن أسمح بنبرة التشاؤم تلك أن تظهر في سمائي ولأبدأ في عمل كشف حساب والتدقيق في الأرباح والخسائر التي حصلتها خلال الفترة الماضية.
علمتني تجارب الماضي خمس دروس جديدة..
مما أخبرونا من سبقونا ان السعيد من اتعظ بغيره والشقي من اتعظ بنفسه وأن النبيه من يقدر على قطف ثمار تجارب الآخرين دون أن يمر بها
دعك من أن سنوات عمرك معدودة مما يجعلك أكثر طمعاً في تجنب خسائر السقوط المتكرر، واستلهام العبرة من غيرك.
أولاً..
علمتني التجارب ألا أقوم بعمل الله..لا تستغربوا قولي
نزق المراهقة استمر معي أكثر من اللازم مما زادني غروراً في أمر الحكم على الناس وتوزيع صكوك الغفران أو أوراق الإدانة على الآخرين (لا تفكروا بامور اخرى،طبعا هههههههه )
كنت أحاسب الناس كثيراً على مواقفهم دون أن أضع في الاعتبار الظروف التي يمرون بها أو حتى طبائعم النفسية بما فيها من ضعف إنساني جريمتي الكبرى هنا كانت في محاسبة الناس وتقييمهم بناء على توفيق الله لي وكأنني المحمية من الفتنة
كانت قوتي في مساحة ما تمنحني جرأة إدانة الضعفاء فهذا جبان .. وهذا منافق .. وهذا بائع لضميره.. للأسف عمر من التأله عشته ولا أحمد الله على شيء قدر حمدي له على أنه هو جل اسمه من سيحاسبنا حينما نقف بين يديه هو الذي خلقنا ويعلم ضعفناوطمعنا وما فينا من عيب يعلمه سبحانه وغاب عن الناس.
ثانياً..
علمتني التجارب أن أتعامل مع رصيد الستر بحذر
صدقاً أقول ما أقبحني لا أعرف شخصاً يراهن على ستر الله له مثلي لقد وهبني الله نعماً كثيرة أعظمها رصيد الستر الذي كللني به حتى ظننت أنني لن أفضح أبداً حتى في رسائل التحذير التي أرسلها لي بأن رصيدي يوشك على النفاذ كنت أستلمها باهتمام وشيئاً فشيئا أهملها وأكمل طريقي بعدما يزول التهديد وتنكشف الغمة
أظن أنه قد آن الأوان لإعادة حساباتي بجدية أكبر وإدراك أن رصيد الستر الذي أراهن عليه له منتهى والأخطر أنه ربما قد نفذ وأنا في غفلتي أقوم بالسحب على المكشوف ههههههههههه
ثالثاً..
علمتني التجارب أن أشكر الله على ضيق الصدر
من نعم الله على المرء أن يرزقه نفسا لوّامةوضميرأ يقظأ نعم قد نغافل ضمائرنا ونفعل الشيء الخاطئ، لكن لفح تأنيبه وقطع الطريق أمام استمتاعنا الكامل بما قمنا به من ذنب أو خطأ شيء عظيم ونعمة تستحق الشكر
لا أحد في الحياة أبأس ممن ينام هانئاً رغم ما فعله من سوء وما ألحقه بالآخرين من أذى إنه يفتقد إلى نعمة استشعار البلوى وبالتالي لن يتقدم خطوة في تصحيح المسار على عكس من ضاق صدره بخطأ قام به عاجلاً أو آجلاً سيعود أدراجه سيعود إلى الصواب كي يزيح الثقل الذي يبطئ خطاه في مشوار الحياة.
فالحمد لله على ضمائرنا التي تمنعنا من الاستمتاع بما قمنا به من سوء أو اختلسناه من لذة.
رابعاً..
علمتني التجارب أن الناس أضعف بكثير مما يظهرون.
وأن جميعنا بحاجة للتشجيع والعطف والنصح اللطيف وأن جزءأ من مهام البشر على سطح الأرض أن يكونوا أكثر رقة وعطفا على بعضهم البعض فكل واحد منا يرى أن مصيبته هي الأعظم وأحلامه هي الأهم وعثراته هي الأشد وجعاً فلا يجب أن نستخف بما يلاقيه الناس مهما بدا في أعيننا صغيراً وأن نتعامل مع فرحهم وبهجتهم بأي نجاح يحققونه على أنه شيء باعث للسعادة مستحق للاحتفاء والمباركة.
خامساً..
أن لا نهتم بالنتائج كثيراً.
نعم علمتني التجارب أن دوري في الحياة أن أقوم بما يجب علي القيام به دون أن أشغل بالي كثيراً بإصلاح الكون ذلك أنني كثيراً ما فقدت الثقة بقيمة ما أفعله حينما أرى غلبة الظلم وسيطرة البغي وكيف أن أهل (الثلاث ورقات) هم أصحاب الكلمة العليا في حياتنا لطالما تسائلت عن قيمة ما أفعله وأقوم به
كاد الكفر بالمبادئ يزورني إلى أن اكتشفت قيمة أن انضمام المرء منا لجانب الحق والفضيلة تشريفاً له هو لا تشريفاً للفضيلة وأن المطلوب منا ليس تحقيق النتائج ولا قطف الثمرة وإنما القيام بما يجب علينا القيام به وكتابة اسمنا مهما دفعنا من ثمن في سجل الشرفاء.
هذه خمس دروس إضافية علمتني إياها الحياة كانت جميعها خلاصة حرب داخلية مع النفس واضطراباتها والروح وحيرتها كل ما آمله وأتمناه أن تكون أخطائي في هذه المساحات الخمس أقل وتوفيقي في تحقيقها أكبر ..
سنة سعيدة للجميع
دمتم بخير اعزائي
وبسسسسسسس..
Like this:
Like Loading...
Related