صلاةُ الوداع .. رثاء بقلم عائشة الحطاب
جَسدٌ يَنوسُ على السَّريرِ ولا يَعي
ضِيقَ المدى مِن نَبضِهِ المتَسارعِ
شمسٌ تُسجّى والأحبَّةُ حولها
ما بينَ باكٍ في الوداعِ وضارعِ
إلا أنا مَهما استبَدَّ بيَ الأَسى
أَرنُو إليها لا أبُثُّ مَواجِعي
يا شمسَ هذي الدّارِ شِعريَ بَاردٌ
مُذْ صارَ فَقْدُكِ عَنْ رِثائكِ مَانعي
أَسْبلتُ عينَكِ تحتَ جَفنٍ ساكنٍ
فسرى ارتعاشُ الموتِ بينَ أَصابِعي
أمي، ويختنقُ الكلامُ على فَمي
عُودي فَهذا العُمْرُ ليسَ بِراجعِ
أمي التي مدَّت أناملَ كَفِّها
حتى تُكفكفَ بالبَنانِ مَدامِعي
أمي القصيدةُ والحديقةُ والنَّدى
أمي حَكايا الرُّوحِ فوق مخادعي
في وجهها القمحي آيةُ مُصحَفٍ
يهفو لطلعَتِها حمامُ الجامعِ
شاخَتْ ملامحُهَا وظلَّت طِفلةً
ترجو المنيَّةَ عندَ سوءِ الطالعِ
يا موتُ يا سرَّ المراثي كلِّها
مَن يرتَدي عَيني ويرثِيها مَعي
ما ظلَّ في قَلبي الصغيرِ مَساحةٌ
تَكفي لأَدفنَ في ثَراهُ فَواجِعي
يا ربُّ يا ربَّ القصائدِ والنَّدى
أدري بأنكَ، رغمَ ذنبيَ، سامعي:
من تحتِ أقدامِ الأمومةِ جَنةٌ
ممنوعةٌ عنْ كلِّ عاقٍّ قاطعِ
أمي على الأبوابِ فلتأذنْ لها
هيَ في جنانكَ محضُ بابٍ تاسعِ
صلاةُ الوداع .. رثاء بقلم عائشة الحطاب