سندباد البحار – جومانا نجار
وكان أبي سندبادَ البحارِ
و فارسَ قومي وألفَ نبي
و كانَ يقودُ الجبالَ بكفٍّ
و يرمي الحقولَ على هُدبي
و كان كعنقاءَ شقَّ طريقي
ليكبرَ جنحي على الزغبِ
و كانَ يقودُ الرجالَ جميعاً
كمثلِ الحكاياتِ في الكتبِ
و تعدو الغيومُ على منكبيهِ
ويمشي على شاهقِ الشهبِ
أبي كان حلماً لكلّ النساءِ
شَموخاً كما رفعةِ القببِ
و دارَ الزمانُ علينا جميعاً
و أسلمتُ صبري مدى العتبِ
آراهُ كبيراً و ليس يراني
و قد كان امس لظى اللهبِ
أحدّقُ فيه طويلاً و أبكي
و أبحثُ عن جمرةِ الحطبِ
و أهمسُ كيفَ يصيرُ يباساً
و قد كان سقيا الشذى الرطبِ
يقولون صار عجوزاً و أدري
وراءَ الملامح نبضُ صبي
أنا خمرةُ اليوم تشتاقُ دوماً
تعودُ لتخضرّ في العنبِ
و أعطي حياتي فداءَ يديهِ
لكي أستعيدَ ســــنا الحقبِ
أبي أنتَ كلي و منكَ وجودي
و إنْ شابَ يحلو ســنا الذهبِ .
Jomana najjar
سندباد البحار
—-
إذاعة سقيفة المواسم اللألكترونية