سرى وفدك الغازي ومثلك يوفد – علي محمود الريماوي
عبدالرحمن ريماوي
14 يناير، 2019
شعر
458 Views
سرى وفدك الغازي ومثلك يوفد – علي محمود الريماوي
سرى وفدك الغازي ومثلك يوفد
وعاد بملء البشر والعود أحمد
سرى منك مضمون النجاح مسيرهُ
وطالعه يا كوكب السعد أسعدُ
سرى لمقر الملك والدين قاصداً
كما يقصد البيت العتيق الموحدُ
وجاء إلى دار الخلافة والتي
لها العلم العالي هلالٌ وفرقدُ
فقامت له صفواً وقد قعدت وما
إلى غيره كانت تقوم وتقعدُ
أتى يحمل البشرى إليك ركابهُ
وقد راقها المرعى الخصيب المخضدُ
لقد راقها مرعى الخزامى نديةً
وعذبٌ نمير بالزلال مصرَّدُ
وقد بلغتك الآن رحبى صدورها
ومن غيرةٍ حرى لما تتوقدُ
تميس على جوب الفلاة طروبةً
بها نبأ البشرى إليك مؤكدُ
بأن جيوش الله فازت غزاتها
وأن عدوَّ الله موعده غدُ
رأيت جمال الملك رأيك والذي
تراه هو الرأي الصواب المسددُ
رأيت بأن تختار منا عصابةً
مشائخ تزجى للملوك وتوفدُ
لها من جمال الفضل نور مشعشع
عليها جلال العلم درع مسردُ
إذا نثرت قلت الربيع وزهرهُ
وإن نظمت قلت اللآلئ تنضدُ
تترجم عن معناك طلقاً بيانها
وتحسن إلقاء الثناء وتسردُ
فجئنا إلى دار السعادة والمنى
محط رجال العز والعز يقصدُ
وزرنا عميد الملك يسمو عماده
وزرنا وليَّ العهد بالفضل يعهدُ
تحف بنا القواد من كل جانبٍ
وأقطاب دار الملك تحفى وتحفدُ
فمن أنور رحب الفناء محبب
إلى سيفه والحرب هوجاءُ يغمدُ
عليه من الدين الحنيف شمائل
حسان ومن عالي الفضائل سؤدد
وشيخ كرضوى بالوقار معمم
إلى العلم أن ينحطَّ وهو مسوَّدُ
به قد علا الإسلام يزهو مناره
ألا إن خيري للفضائل موردُ
ومن طلعةٍ في جبهة العصر عادلٍ
يقام له في الخافقين ويقعدُ
يحف بنا الأهلون بيضاً وجوههم
ووجه الحسود الخائن العهد أسودُ
خطبنا لهم جماً وقد خطبوا لنا
وأنشد منا القائلون وأنشدوا
مجالس كانت كالربيع بواسماً
ذكرناك فيها والحقيقة تشهدُ
نعم يا جمال الملك لم نس أننا
ذهبنا لدار الحرب والبحر مزبدُ
ذهبنا وصفحات السيوف بوارقٌ
تصلُّ وأفواه المدافع ترعدً
فكدنا نضم الرمح قداً مهفهفاً
ونلثم خد السيف وهو موردُ
شهدنا رحاها والقلوب ثوابتٌ
أبينا لقوات القذائف نسجدُ
هناك تصورناك ليثاً غضنفراً
فصلنا وما غير القنابل نقصدُ
رأينا انافرطا رأينا جنودنا
كأنهم من أسرة الأسد جندوا
وفي اري برني منهم كل خادرٍ
وفي قلعة السلطان جيش معضدُ
ينادون في الحملات الله أكبرُ
فتنماع قوات العدو وتخضدُ
نظرنا إلى الأعداء في الشط بيننا
وبينهم دون الخنادق مرصدُ
إذا أطلقوا ناراً علينا غدت سدى
وإن نحن أطلقنا عليهم تبددوا
فلا يبرحون الشطَّ والبرضيقٌ
عليهم ومسعاهم من الشؤم أنكدُ
إذا أدبروا فالخزيُ أو أقدموا الردى
فموقعهم من ملمس الضب أعقدُ
فبشراك فالنصر المبين محقق
من الله والفوز الجميل موطدُ
أتى وفدك الغازي بجل فوائدٍ
ملخصها هذا الوفا والتودُّدُ
رجعنا وما بالقوم شيء ليعربٍ
ولا يعربٌ ينسى الجميل ويحقدُ
عَلَى أننا أبناء دين محمد
يحكم هذا الحب منا ويعقدُ
أَأنت حكيم الخلق أم أنت قائد
شمائل ليست عند غيرك توجدُ
لقد كان واشنطون مثلك مصلحاً
ورب حسام للعدو يجردُ
فإن قلت لا زلت الجمال فأنته
ولا زلت محموداً فإنك أحمدُ
وإن قلت زانت مجدك الرتبة التي
زهت بك قدراً أنت قدراً ممجدُ
فدم خير مصلاحٍ ودم خير قائدٍ
عَلَى يدك الرايات بالنصر تعقدُ
Like this:
Like Loading...
Related