محمد سمحان

زلزال كهرمان مرعش – محمد سمحان

زلزال كهرمان مرعش

زلزال كهرمان مرعش - محمد سمحان
بقلم محمد سمحان
زلزال كهرمان مرعش
ثورةُ الارضِ امْ قضاءُ السماءِ
يا قضـــاءً مـــا مثــله من قضـــاء
لحظــــاتُ مرَّت كأنَّ مَداهــا
الفُ عــــامٍ من الأسى والشَّـــقاء
رَقَصَ الموت حين مادتْ وآلتْ
كالفَتـــافيتِ شامخـــاتُ البنــــاء
ودمــــارٌ أقـــــــامَ فــوق دمـــارٍ
وفنـــــاءٌ مــــا بَعــــدهُ من فنــاءِ
مـــا جــــرى فــــاقَ كلَّ خَيَــــــــالٍ
لـــمْ تُصَــدقْ ما حَــلَّ عَيْنُ الرَّائِي
وخيالٌ مـــا كـــانَ أم ذا يقينٌ
جَــدَّ في وصْفهِ جنُـــــونُ روائي
زٌلْزِ لتْ انفس وطارت عقول
كــــان أصحابها من العُقـــــلاءِ
أم تُراها أسطورةٌ واخْتِلاقٌ
حَبَكتْــها قرائِــــحُ الشُّــــــعراءِ
أم تُراها ساحات حربٍ ضَروس
أشْعلت نــارها جيــوشُ الفضاءِ
لمْ يَــرَ الناسُ قَبْلها مِن حروبٍ
ودمـــــــــارٍ وبَغْتَــــــــةٍ ودمـــــــاِءِ
أم تُراهُ يـــومُ القيــــــامةِ وافى
بانِبعـــاث وحـــــانَ وقْـــــتُ الجَــــــزاءِ
وإذا النــــاس ما لَهمْ من مَفَـــرٍ
قضِي الأمْـــر غيْر خَيْــــطُ الرَّجَـــاء
وهُروبٌ مِن المَنِيَّــــةٍ رعْبَـــــــاً
يَتجـــــلّى بِـــهِ صِــــراعُ البَقــــــــاءِ
ليسَ فيهِ سِوى البَـقاءِ مَرامٌ
ليسَ فيهِ مِن مُفْتدىً وفِدائِي
والنَّجاءُ النَّجاءُ بالنفْسِ أوْلى
وقُبَيْــــلَ انتشــالِها من نجــــاء
وليَقُـــلْ مَن يشاءُ هذا جَبانٌ
مَن يقُـــل هكــذا فألفُ مُــــراءِ
حيث تغدو الحياةُ أثمنَ شيءٍ
ووفـــــاءً ما بعدهُ مِن وفــــاءِ
إذ يقولُ الزِلزالُ: حالَ وُقوعي
لا تَسَــلني عمَّـــــا أجــرّ ورائي
يتساوى عندي جميعُ البرايا
فســـواءٌ في شِرعتي بســــواءِ
لا أُبالي مِمَّنْ تكونُ الضَحايا
أو أُبــــالي بِحسْـــرة أو بُكـــــاءِ
في قضائي ألّا يفــــرّقَ بطْـــشي
بيــن أهـــلِ العُقـــولِ والسُّفهاء
بينَ شيــخ مُعَمِّــــرِ ورضيــــــعٍ
ورجـــــــــالٍ وصِبَـــيَة ونســــــاءِ
أو أُراعي الفروقَ بينَ البَرايـــــا
بينَ أهــــلِ الثَّــــــراءِ والفُــــقراءِ
فشعوبُ تعيـــشُ دونَ غذاء
وشعوبٌ تعيـــــــشُ دونَ دواء
وشغوبٌ تمـــوتُ ذلاً وقهراً
وشعوب تعيـــــش فـــوق الثَّراء
وحروبٌ لا تنــــتهي وخــــرابٌ
وافتراقُ المكاييــــلِ أصلُ البــــلاء
وبــــلادٌ تئِنُّّ من غير ِحَـــــوْل ٍ
وبـــــــــلادٌ تحيــــــا بالاســْــــتْقواء
ايها النّــــاس قد اتـــــــاكم نذيرٌ
فحذارِ أن تُمعنـــوا في العـــداء
إنه الظلمُ والمـــــــآلُ وخِــــــــيمٌٌ
فاقهروهُ بالحُــــبِّ لا البغضاء
هذهِ الأرضُ للجميــــعِ وقنها
ما يُعيشُ الجميــــع دون افـــــتراء
وارحموا المُستضعفينَ فيها وإلّا
سيكونُ العقــــــابُ فيها فجــــائي
فإذا حلَّ الانتقامُ في أرضِ قومٍ
فسيَمضي بالمُجرمينَ والأبْرياء
لا تقُولْوا من ماتَ قد ماتَ ظلماً
ليسَ سيفُ القضـــاءِ عنكمْ بِــناء
لستُ أرثي من اأصبحوا في الضَّحايا
إنَّ في العَــدْلِ والسـَّــــــــلامِ رِثـــــــائي

About Abdulrahman AlRimawi

Check Also

يا نخلةً في مروج الريف تعرفني – هاجر عمر

يا نخلةً في مروج الريف تعرفني قولي لهم إنني أنأى عن المدنِ ففي شوارعها زيفٌ يلوذ به خوفٌ،وفي بحرها موجٌ من الفتنِ

%d bloggers like this: