رغم الألم يزهر الأمل..بقلم حنان القرعان

الحروف ذاتها لكن ترتيبها المختلف يمنحها معانٍ مختلفة ، وما زلت أتساءل ما سر أن تكون الحروف متشابهة لهذا الحد !! حيث يكون الانسان في أشد حالات الألم التي يمكن له أن يعيشها فترى الحروف تتغير لتمنحه الأمل .. الآم الحياة كثيرة ومتنوعة ولا أحد ينكر ذلك وما يؤلم أحدنا قد لا يؤلم الاخر لكن هناك الآم يتفق عليها الجميع كفقد الأب ، وخيبة الصديق وتغير الرفيق ، كطعنة القريب أو مرض من نحب .. قد يكون حجم الألم كبيرا وقد يؤثر بأحدنا أكثر من الآخر وذلك تبعا لطريقة تقبلنا لكل ما نمر به ، لكن مهما كان الألم كبيرا ومهما تعددت أشكاله وألوانه لا بد للأمل أن يفرض ذاته ، لا بد له أن يخبرك بأن غدا يوم آخر .. فجمال الأمل يكمن بأنه يأتي لنا على أشكال مختلفة .. قد يكون برفقة فنجان قهوة وتفكر بالطبيعة الخلابة ، وقد يكون على شكل حوار جميل مع شخص عزيز ، أو لقاء مع صديق قديم .. قد يكون على شكل فكرة جديدة تغير طريقة حياتنا لكنها لم تخطر على بالنا من قبل ، وقد يكون الأمل على شكل وردة أو ضحكة طفل بريئة .. وبعيدا عن أشكاله وأنواعه إنني أدرك أنه من الممكن أن يظلمك المعظم أو يسيء لك الكثير ، قد تتراكم عليك الأحزان والاهات وقد تتعب من شرح ذاتك وتصرفاتك ، ويحدث أن تقدم أجمل ما لديك ليمنحوك أسوأ ما لديهم .. لا بأس بكل هذا ، حقا لا بأس .. فلكل شيء سببه وحكمته الالهية ، ثق جيدا أن عطايا الله كثيرة فسيرزقك بالأمل الذي سيرافقك طيلة حياتك ولحظاتك فلولاه أصلا لن تستطيع التغلب على شيء ، وما الحياة كلها سوى نافذة أمل .. الأمل الذي يجعل من بعد حزنك ابتسامة ، ومن بعد فقدك حكمة ، الأمل الذي هو علاج الروح وسعادة النفس وباب مفتوح من بعد الف باب وباب مغلق بوجهك .

مِن الأمل قد نصنع المستحيل ، ولن نتكلم هنا عن قصص تنمية بشرية خيالية ، بل ما الذي يصبرنا جميعا على دنيا صعبة سوى أملنا بجنة عرضها السموات والارض ، ما الذي يجعلنا نصوم النهار لولا أملنا أن الشمس ستغرب بلا محالة .. وما الذي يجعلنا نتحمل وجع الليل واهاته لولا أملنا بشروق الشمس .. وأخيرا ،، قد تكون هذه الكلمات التي كتبتها نوعا من الأمل لأحدهم وقد تكون لا شيء لاخر .. لكن عن نفسي وجودكم هو الأمل الذي يجعلني أكتب ، فثمة قراء يستحقون أن نكتب من أجلهم لا أن نتوقف لأي سبب كان ..

#حنان_القرعان الخميس ٧/٣/٢٠١٩