رحلة في رواية رماد الاحلام للكاتب الفنان المرحوم جميل عواد
حين تقرأ اي نص عليك أن تعود للسياق التاريخي الذي كتب فيه النص لأهمية فهم النص ودلالاته
ولأن كاتب الرواية فنان قضى عمره ما بين الدراما والمسرح والسينما يخيل اليك أن الرواية ستكون ككتابة السيناريو
لكنك تكتشف انك في حضرة رواية مختلفة لأكثر من بعد فالمكان لم يكن حاضرا قط وكذلك الزمان كما أن السرد تحول إلى مجموعة حوارات ما بين بطل الرواية الصحفي والاخرين من الشخوص العابرين
وبالتالي تكون انت أمام اسقاطات ثقافية لواقع ليس واضحا بل يشبه وقعناالموضوعي كأنهما توأمان
وتأتي هذه الاسقاطات كبقعة ضوء لشرائح عدة من المكون الاجتماعي
فمثلا حواره مع الحداد في القطار دل على بعض الشرائح الاجتماعية التي تخون طبقتها بسبب افتقار الوعي ولم يغفل الاستاذ جميل عواد الجانب الإيجابي حين تعرف عليه الشاب وأكد له بأنه يتابع كل ما يكتب وتلك المرأة جارة صديقه المسرحي الذي قتل نفسه على المسرح لسقوط القيم المعرفية بقيمة المسرح وأنها باتت تفضل النوم العميق بعد انتحاره أمام محبيه
وحين تم إنقاذه من القتل حين غادر مدينة الأدمغة من الناس وثقوا به وبافكاره
وترك لنا تلك المدينة التي سماها مدينة الأدمغة لنا لأنها تحتمل أكثر من تأويل وخصوصا حين جاء ذلك الرجل بالمذياع كي يعلنوا عن انتهاء وتدمير مدينة الأدمغة والذين سموهم بفرق إرهابية تصادمت مع بعضها البعض وانتهى أمرهم والمقارنة مع الحوار الذي تم مع أحد قادة المدينة والصحفي والذي كان فحواه تجميل تكنولوجيا الحرب
هذه المدينة التي كانت تحول ي مسار الرواية وتحمل تأويلات عدة
لقد نجح الاستاذ العملاق جميل عواد في أن تكون روايته الأولى والأخيرة مجا استقطاب وأسر القارئ حتى النهاية التي كانت صادمة وتنتمي للمشهد الدرامي كثيرا
نم قريرالعين ايها العملاق فنا وأدبا وخلقا ولتكن مسيرتك الإبداعية منارة لمن يختار طريق الوعي