ذنوبٌ لا تُغتَفَر

ماذنبُ الجدارِ السّاجي

تصفعُهُ على حينِ غِرَّةٍ  بماءٍ مجهولٍ عنده؟

**

وما ذنبُ الماءِ المُقدِّس نفسَهُ

تهوي بجسدهِ الشَّفَّافِ على جدارٍ سميكٍ غير مُمَهَّدٍ؟

**

ما ذنبُ الظلِّ الأسود

تسخرُ منه في الطرقات؟!

تقلدهُ ليلَ نهار كالببغاء!

**

ماذنبُّ النورِ

توجهه لأعلى نقطة في الفضاء؟!

ماذنبهُ …

تُرهقُ عينيهِ بلا شعور!

**

ماذنب الظلام تطفئ عزلته الهاجعة

بضوء شمعة سخيفة؟!

أو بضحكة مخيفة!

**

ماذنب النافذة تتركها للعراء

تعبث فيها الرياح دون دفء؟!

تتركها لليل ينهشها بكائناته غير المرئية!

**

ماذنب الصبح تخنقه بدخان سيجارة

بأنفاس شؤم

وشناشيل حزن

وهو لم يزل يتنفس؟!

لم يزل يتفتح!

**

ماذنب الطريق الطويل الساكن

تركله بحصبائه

بالتُّرب؟!

تبصق وجهه البريء الغافل؟!

**

ماذنب الحب تباغته بطعنة سامة؟!

ولم يزل يتلمس الطريق للحب!

لم يزل عذب الهواء

ناعم الماء!

**

ماذنب الشعر تكتبه كورد عبق ، كعشب رطب

ثم تلقيه بأنفاس كريهة؟

بصوت يشبه كل نشاز إلا النغم!

ماذنبه، لمَ تكتبه؟!

**

ماذنب الصفاء ترشقه بالتعكير

والكدر؟!

تعبث فيه بنوايا من شر!

وشرور بيد هوجاء!

**

ماذنب السلام ، ذنب الإنابة

تقطع عليهما طريق العودة الهانئة

بالشر

و الكمد

و القلب الأكرد؟!

**

ماذنب الأشياء الحلوة

تزخرفها بالنتن

بالعمى

بالقبح والبشاعة؟!

ماذنبها

تقتل فرحتها بالسعادة!

**

ماذنب العمر ، ذنب الحياة

ترهقهما بالندم

أو بالتفاهة

أو بالبكاء على البكاء

على العدم!

دعهما يجريان كما يحبان

**

ماذنب الكتابة تشوه فيها المعنى؟!

تقتلها بألفاظ من خشب

أو من حديد

أو تراب ودمن!

ماذنبها تخنق فيها الحس

تقودها للعبادة

و أيُّ عبادة!

**

ماذنب الأشواق .. الأشواق

تسلب منها الحرية؟!

تقيدها بأسوار عاجية!

تتركها للعفونة

أو عند أسواق البهم!

**

ذنوبٌ

كالظلماتِ

بعضُها فوقَ بعض

لا تغتفر!