فريد الأطرش وحواري معه لبرنامجي عالم السينما التلفزيوني
هدى
انا وفريد الاطرش
انا… وفريد الاطرش …
الاسطورة فريد الاطرش الامير المنحدر من عائلة الاطرش العريقة من جبل الدروز في سوريا عاش عيشة الامراء في الجبل طفلاً وقاسى شظف العيش عندما هاجر مع والدته واخيه وأخته اسمهان الى القاهرة خوفا على حياتهم من احداث الجبل آنذاك..
التي كانت محتدمة بين الثوار من جهة وبين الحكم الفرنسي آنذاك من جهة أخرى
الاميرة الام سهرت على تربية اولادها ومرت بظروف قاسية لم تعرفها ايام العز في قصر والدها
قصة حياته كانت موضوع لسهرة تليفزيونية استضفته فيها لبرنامجي عالم السينما في تلفزيون الكويت مروراً بذكريات مشواره الفني في مجال التلحين والغناء والتمثيل
كنت اشعر بمرارة الأسي بنبرات صوته عندما تحدث عن طفولته وعن ذكريات بدء حياته الفنية شابا والصعوبات التي واجهته هو وشقيقته اسمهان … فريد لم يسعفه الحظ ليلحن لأم كلثوم وعبد الحليم حافظ بعد اكثر من محاولة …باءت بالفشل وهذا الموضوع ترك غصة كبيرة في نفسه مع احترامه الكبير للسيدة ام كلثوم والمطرب عبد الحليم وموسيقار الجيل عبد الوهاب…
فريد اشتهر بانه الموسيقار العربي الذي احدث تجديدا لفن الموسيقى العربية الأصيل..
قال..
انا قدمت للموسيقى العربية كل الالوان من الطقطوقة للاغنية الشعبية للقصائد للاوبريت الغنائية لمجموعة كبيرة من الافلام قمت بتمثيلها مع اختي اسمهان وسامية جمال وتحية كاريوكا وشادية وفاتن حمامة وغيرهن كثيرات..
فريد الاطرش كان فخوراً عندما قال بأنه حصل على تكريمات وميداليات وقلائد وأوسمة
ومنها وسام الخلود من دولة فرنسا ، الوسام الذي حصل عليه أيضاًثلاثة اشخاص هم شوبان وبيتهوفن وفريد وقد اعتبرت فرنسا ان العمل الموسيقي العالمي قد تم بجهود هؤلاء الثلاثة
وأنه حصل ايضاًعلى جائزة احسن عازف عود في العالم من تركيا عام 1962 لمهارته في العزف على هذه الآلة التي برع بالعزف عليها كما لم يبرع احد من قبله…
وقد قدم الموزع العالمي الفرنسي فرانك بورسيل أربعة من مقطوعات فريد الموسيقية على اسطوانة تحمل اسم فسيفساء شرقية حيث تم إعادة توزيع المقطوعات وعزفها على أوركسترا يعد هو الأكبر عالميا آنذاك، وكانت المقطوعات الأربع هى: حبيب العمر، نجوم الليل، ليلى وزمردة.
وحصل فريد الاطرش على الكثير من الاوسمة من مختلف الدول العربية والعالمية.تكريما لفنه وتاريخه الطويل وما قدمه للموسيقى العربية من مجهود طويل وفن راقي
فريد الاطرش كان أول من أدخل الآلات الموسيقية الغربية كالأورج – الجيتار – الكلارنيت إلى الموسيقا العربية .
كما انه كان المطرب العربي الذي غنى من ألحانه اكثر من مطرب من المطربين الغربيين (ياجميل ياجميل , يازهرة في خيالي , وياك , إياك من حبي
الحدث الذي قصم ظهره هو حادثة غرق وموت شقيقته اسمهان الذي لحن لها اجمل ما غنت وما يقرب على عشرين لحناً والذي اعتبر النقاد صوتها من اجمل الأصوات التي لم تعوض حتى يومنا هذا وحادث غرقها ووفاتها ظل لغزا لم يكشف عنه مهما تعددت الأخبار والأقاويل وقتها
عندما سألته عن قصص حبه الكثيرة التي ارتبط بها مع اكثر من نجمة سينمائية وكتبت عنها الصحف كثيراً
اطرق بكبرياء الأمراء وضحك واجاب..
((الحب لحن جميل يتغنى بين قلبين))…وضحك وهرب من الجواب..
ولماذا لم يرتبط بالزواج من أحداهن؟؟!!
ضحك… وقال الحق على القسمة والنصيب
((قسمة.. قسمة مكتوبة))
يرحمه الله كان يمتاز بطيبة قلب رائعة وخفة دم أروع..
عن علاقته بالوسط الفني وكرمه اجاب…
الفنان ابن بيئته ومجتمعه وعلاقته مع كل الناس يجب ان تكون علاقة راقية نحن في الجبل تربينا على احترام صلة الرحم بين عوائلنا واحترام الصغير للكبير والتعاطف والتراحم والصداقة المبنية على الحب والكرم والإيثار وهذا ما يجب ان ينطبق على كل العلاقات بين الجميع وايضا بين افراد الوسط الفني بصورة خاصة …
لقائي مع فريد الأطرش كان من اجمل ما قدمت لبرنامجي عالم السينما
اذكر أنه كان مريضا جدا وشاحب الوجه وقد اعدنا التسجيل اكثر من مرة وأعاد رتوش المكياج رئيس قسم المكياج الفنان عبد العزيز المنصور اربع مرات حتى اتممنا تسجيل السهرة وقد بدا الإعياء واضحاً على وجهه
عند خروجنا من استديو التسجيل كان طلبه مني اكلة لوبيا خضراء بالزيت ومجدرة برغل وفتوش على الطريقة اللبنانية
آخر مرة شاهدت فيه فريد كانت في لندن على العشاء أنا وزوجي المرحوم المهندس اسامة الريس الذي اشرف بنفسه على تسجيل اللقاء مع مخرج البرنامج
بعدها بايام قليلة علمت بخبر وفاته…
وقد احدث خبر وفاته حزنا كبيرا في الوسط العربي الفني وكذلك في الاعلام الغربي
وقد كتبت الصحافة آنذاك أن التلفزيون الانكليزي قد قطع برامجه ليعلن خبر وفاته و قدم برنامجاً فورياً عنه لمدة نصف ساعة ضم حديثاً مصوراً معه و بعضاً من أعماله التي ارتقت إلى العالميةكم اشعر بالأسف لأن هذا اللقاء مع فريد الاطرش ومجموعة كبيرة من أهم مقابلاتي التي حاورت فيها كبار اسماء النجوم في عالم السينما والمسرح والأدب وسائر الفنون قد فقدت من مكتبة التسجيلات في تلفزيون الكويت ولم استطع جمعها والاحتفاظ بها لتوثيقها في مكتبتي وأرشيفي وضمن كتابي شاشة ووجوهومنها سهرة لمدة ساعة ونصف مع عبد الحليم حافظ وندوة مع سيدة الشاشة فاتن حمامة وغيرهم من كبار النجوم