جريدة وإذاعة سقيفة المواسم الثقافية ثقافية ، اجتماعية ، فنية
حبّيني – أنمار فؤاد منسي
حبّيني
قال لي :
يا مُهرةً تَفِرُّ مِنْ عينيّ
يا درّةَ النِّسِاءْ
يا عَريشَة تُعرّش عَلى مَصاطبِ الرُّوح
تَترك عَناقِيدها تتدلّى
ووجْهًا ضَاحِكًا يَملأُ الكونَ نُورًا
يا امرأةً سَكنتْ في شَرايني
فَتوَسَّعَ الزَّمانُ بحجم حُبّي
قال : أَحِبيني
كما الفَضَاء الشَّاسِعِ
بِشُسوعِ عَينيْكِ
بعُـقدةِ حَاجبي وانْـفِعالاتي
بِثـورةِ جُـنُـوني وغُـربةِ اشتياقي
بهُـدوئي ، بِغضبي
أحبِّيني
بِشَرقـيَّتي وعـُروبتي
بأصَالتي وَزُهورِ بِلادي
بغُصنِ زيتونتي وَوقَارِهَا
بِروافِدي وطُيوبي
وأقْدَاحِ شَرابي
أحبِّيني
بكلِّ أزْمِنةِ التّاريخْ
بلا خَـوفٍ بلا ضَجَـرٍ
بلا صَمتٍ ولا وجَـلْ
وادخلي فيَّ لِأبْعدِ مَدى
فأنا رجلٌ تَاهَ في حِكاياتِ الليلْ
أحبِّيني
كَمَطرٍ جاءَ بَعدِ انْحِباسِ الغُيوم
كوردٍ ذوى عِطـرُهُ في إنـاءْ
كَرَعشةٍ فارقتْ جَسدًا
أحبِّيني
واغْرَقي فيَّ فأنا كَما البَحْر
واهبطي واصْعدي بِسلام
حَاملةً بِكفّيْكِ الْحَبقْ
أطْلِقي الْعَنانَ لِجُـنُـونكِ
واقـتُـلي عُـقدةَ الضَّادِ والكلماتْ
تَفجَّـري فيَّ وانْشَطري
وارشَحي عَلى ثُغْـري بِعطْركِ البَاريسيّ
قطرةً ، قَطرةْ
واقبلي مني السّلامَ على خَدّيْكِ التُّفَاحْ
اقبليني زَاهِدًا عَابدًا في مِحْرَابِ العِشْقِ المُبَاحْ
اقبليني وحيُ عشقٍ
بِلا نَزقْ.
