جنى عليك الحسنُ يا وردتي |
وطيبُ ريَّاكِ فذقْتِ العذابْ |
لولاهما لم تُقطفي غَضّةً |
بل لا نطوى في الروض عنك الشباب |
لو لاهما مرّ بكِ العاشقونْ |
لا ينظرونْ |
وربما أعرض عنكِ الندى |
وجازكِ الطيرُ فما غرّدا |
عُرفتِ بالفضلِ وكم فاضلٍ |
جنى عليه الفضل يا وردتي |
روضتُكِ الغنّاءُ يا وردتي |
قد أَنبتتْ من كل زوْجٍ بهيجْ |
تنفّسَ الصبُّح بأزهارها |
عن ضاحكِ اللَّون زكيّ الأَريجْ |
نَسرينُها ورندُها والأَقاحْ |
كلٌّ مُباحْ |
تَنقْلُ عنها نَسَماتُ الصَّبا |
تحيةً لكلِّ قلبٍ صَبا |
وطوَّفَ الناسُ بأرجائها |
فوقفوا عندكِ يا وردتي |
لله ما أصدقها حكمةً |
فاه بها المجهولُ في عهدهِ |
تشتاق أيارَ نفوس الورى |
وإنما الشوقُ إلى وردِهِ |
تعزيةٌ أودعَ فيها الضَّريْر |
حُكْمَ البصيرْ |
ألم يكنْ في قومِه كوكباً |
لاحَ ليمحو نورُه الغيهبا |
فما لهم آلَهُم فضُلهُ |
حتى لقد آذَوْه يا وردتي |
تحكُم النَّاس بمستضعفٍ |
سرُّ من الأَسرار لا يُدركُ |
يا وردتي وربَّ سَهْلٍ بدا |
طريقُه يُهلِك مَنْ يسلُكُ |
هلْ حسبوا غضَك لمّا دنا |
سهلَ الجنى |
كلاَّ بل النَّفسُ التي تَضْعُفُ |
تصطنعُ البأْسَ فلا تعرفُ |
والسرُّ في بطشِ الورى خوفُهمْ |
مِنْ هذِهِ الأَشواكِ يا وردتي |
Tags ابراهيم طوقان
Check Also
يا رَبِّ إِن عَظُمَت ذُنوبي كَثرَةً – أبو النواس
يا رَبِّ إِن عَظُمَت ذُنوبي كَثرَةً - أبو النواس يا رَبِّ إِن عَظُمَت ذُنوبي كَثرَةً فَلَقَد عَلِمتُ بِأَنَّ عَفوَكَ أَعظَمُ إِن كانَ لا يَرجوكَ إِلّا مُحسِنٌ