ثرى دمشق – سعاد كاشا
كلّ الأماكن لم تعد تكفينا
و سَلِ الدقائق كيف تعبر فينا
نمضي ونرحل في الحياة وإنّما
ذكرى المواسم و الفلا تُبقينا
فنعود من بين الحطام لنقتفي
أثر الشآم تذكّرا و حنينا
حينا نطوف على مرابع حُلمنا
و رُؤى الشباب تشعّ في أيدينا
سكني دمشق و أين منّي منزلي
تلك المجالس وحدها تُحيينا
بردى الرواء وقاسيون و غوطتي
والياسمين و طوقه يغرينا
يا ذا الزمان! فكيف أصبحُ نائياً
عن ناظريك، وكيف لا تؤوينا
هيْهات أسمح أن أُجرّد من فمٍ
يبكيكِ شعراً صادقاً و أمينا
ما زلت أحلم أن أراكِ نبيّةً
بين المصاعب تشرقين يقينا
بِثرى دمشق تذوب كلّ مواجعي
أرض الشآم عبيرها يشفينا
ثرى دمشق – سعاد كاشا