الوداع الأخير
شعر : معاذ أحمد العالم
حمَّ القضاء وشاءت الأقدار
وسرت في حيهم أخبار
هبَّ الجميع “وأحمد” في ركبهم
من “بيت ريما” ثلة أحرار
هجموا هجوم الأُسدِ لا يرهبهم
وقع المنايا والعصبة الغدار
حَميَ الوطيس وناح فوق رؤوسهم
صوت الرصاص وصولة الأشرار
صاح الفتى لبيك يا غزة ما
فترت عزيمتنا وخاننا الإصرار
لبيك يا أقصى ومسرى نبينا
فرددت صيحاتهم أحجار
لبيك يا قدس الحبيبة إننا
على العهد دوما حُرّاسك الأبرار
دَوى الرصاص فصاح فيهم قائلا:
شدوا العزيمة يا رفاق فساروا
سقط الشهيد مُدرَّجا بدمائه
اجتباه الخالق القوي الجبّار
نفس تربَّت على الإيمان مذ خُلقت
وعلى الحميد من الأخلاق الدار
إلى جنة الخلد وحوض محمد
بصحبة من صدقوا هم الأخيار
ترافقك الملائكة في رحيلك
لمملكة السماء وربّ يُستجار*
حفظت الوعد والعهد وما هُنت
وما جزعت وما ثناك جدار
فارقتنا وتركت فينا غُصّة
رضى الإله عزاءنا والثار
فانعم برحمة الربِّ يا “أحمد”
ستظل ذكراك على الأعداء نار
ويبقى رفاقك على العهد ما
طلع الصباح وغابت الأقمار
______________ 02/11/2023
* يستجار: يستغاث به، يلتجئ إليه.
كتبت القصيدة لمناسبة استشهاد البطل” أحمد معين الريماوي”، شهيد معركة طوفان الأقصى برصاص قناصة جنود الاحتلال الصهيوني بتاريخ 17/10/2023، عندما خرج شباب بلدة بيت ريما في مسيرة جماهيرة للمواجهة مع جنود الاحتلال على إثر مجزرة المستشفى المعمداني. الشهيد يكون ابن شقيقي.