الوجيب .. بقلم عاتكة العمري


-وإذ تهيأت له وأخذت بمجامع نفسها ومالت ناحه حين شعرت به بعد مخاض مشاعريّ عسير، فشعرت بنبضه و ضخاته كقرع طبول وكانت قد انتبذت منه مكاناً قصياً.
فخاطبها وما زال في مهده بذات الصوت النديّ الذي تعاهدته بسمعها: وإني أحسب وجهك النوراني هو تاريخ مولدي على هذه الأرض، فالجمال الذي تتولاه عناية الخالق يجعل الحب عذباً ، فكما تصحو الأحلام السعيدة بطلوع فجرها إثر سنة من عشق في قلب محب أصحو على مرآك، وهذا حالي معك أبدا، فما الحب إلا هدية السماء للأرض ونفحة علوية مبتغاها ذاك الرضى الذي يكسونا بحلته الأبدية.
استجمعت شتات نفسها وتسترت على وهنها المتراكم كجلمود حطه سيل الذكرى من علٍ فقالت – والآن أراك صاخباً ولم أك أسمع لك صوتاً لقد جاورتك أيّها القلب عمراً وحاولت معك مراراً أن تفتح لي طريقاً يسهل لي الوصول إلى غورك المحتجب عني وما أنت إلا أقربهم منّي فما كنت يوماً غوثاً لي ولا عوناً وتسترت بجهلك وتركتني في حيرتي أدور في دوامتي واقترب من حتفي.

ويحي إذا وحقيقتي غير مكشوفة لك وما تصنعت تلك الحجب التي أسدَلتْها أوهام لواحظك وإنّما آنست أشواقاً تصطلين بها فعرجت عليها لعلي أجد جذوة عشقك المنصرم بينها فآخذها قبساً ينير عتمتي التي كستني وما أشرقت شمسي منذ سنوات خلت.
صاحت به -أو تستبدل الشمس بقبس نورٍ وقد كنت نفسك مادة النّور الأبدي في قلبي!
تسارع وجيبه مجدداً فندت من جبينها قطرات على إثر حرارة الشعور التي طرأت فألجمها قائلاً:-قبس يعيد توهجي خير من شهاب تهمة ترميني به على مرأى الحواس التي كانت شاهدة على فنائي في حبك السماوي فلا تعذليني يا دُرّتي.

الكاتبة عاتكة العمري

مزيد من اعمالها

About abdulrahman alrimawi_wp

Check Also

 زفة عريس – اكرام اسطى

زفة عريس بيت حليمه الليله ما انطفت انواره, مهو بيت عريس وبيت العريس بيبقى مثل المناره بوسط البلد , وكل الحبايب بتلفي تاتهني وتبارك وبالفرحه تشارك واليوم الحبايب بدهم يزفوا العزيز ابن

%d bloggers like this: