بغيمة حبلى

الليلة اصطدم القطار / هشام عودة

الشاعر هشام عودة

الليلة اصطدم القطار

بغيمة حبلى

فأمطرت القصيدة جلنارا

قرب نافذتي

وقفتُ أشدّ أزر الريح

أمسحُ دمعة

سقطت على خدّ الحديقة

حين قام الليل يمشي

مثل عاشقة

يفتش عن صباه

الليلة افترشت طريق النار

أسئلتي

فأورقت الوسادة

ألف حلم غامض المعنى

وشيئا من سبات خطيئتي

لا النار تكويني

ولا ليل الجنازات الرؤوم يضمني

ما زلت أحمل راية المعنى

وأبحث عن سواي

ما زلت قرب دمي

أفتش عن نهار أزرق الساعات

عن مدن بلا أسماء

عن زيتونة حبلى

بوهم كتابة التاريخ

عن صحراء تحرسني من الإسفلت

عن ماسورة أخرى

تجرّ الماء من دمع العطاشى

نحو بئر أثقلتها عتمة الليل الطويل

الليلة انتصبت أمام يدي

ملامح صورة

جاءت من الماضي البعيد

عرفتُها

وعرفتُ كم وقفتْ على الشباك

تنسج ما تبقى من خيوط الوهم

ترسم صورتي الأولى

وتبكي

ثم ترحل في انتظار قصيدة حيرى

تعيد الليل نحو صوابه

فبكيتُ مثل غمامة

وأعدتُ للشباك صورته

التي ظلت حزينةْ

الليلة اقترح الصباح نشيده

نامت حقول الحنطة الصفراء

في قاع المدينة

قبل موعدها

لم أقل شيئا

وباركتُ الشوارع

والمدارس

والمقاهي

باركتُ شيئا من سبات الليل

قرب وسادتي

وكتبت بالحبر الشقيّ قصيدة

لتظل ذكرى

لم أقل شيئا يهز الريح

من تحتي

ولكن المدينة أقفلت أبوابها

وبقيت وحدي

مثل عاشقة تلوذ بنفسها

عند المسا

About عبدالرحمن ريماوي

Check Also

يا نخلةً في مروج الريف تعرفني – هاجر عمر

يا نخلةً في مروج الريف تعرفني قولي لهم إنني أنأى عن المدنِ ففي شوارعها زيفٌ يلوذ به خوفٌ،وفي بحرها موجٌ من الفتنِ

%d bloggers like this: