السابع من أكتوبر
ستٌ لأكتوبرْ مضت في سكرةٍ
ويجيءُ يومٌ سابعٌ يتضرَّمُ
النارُ تأكلُ قلبَ صهيونَ الذي
لا يرعوي عن ظلمنا أو يُحجِمُ
الليلُ ولّى والقُيودُ تَكسَّرَتْ
والفجرُ لاحَ وَنُورُهُ يَتَبَسَّمُ
هذي بشائرُ نصرِنا قد أَقبَلَتْ
وحَمائِمُ الأقصى بها تترنَّمُ
كم أثخنوا فينا الجراحَ وأمتي
لكأنها أعجازُ نخلٍ هدَّمُ
وجهادُها الشَّجبُ البغيضُ ودعوةٌ
فوقَ المنابرِ من خطيبٍ يُعْجِمُ
وتسابقتْ خلفَ العدا منساقةً
فكأنها قطعانُ نوقٍ بُكَّمُ
إنَّ العروبةَ لن تسامحَ أهلَها
في كلِّ يومٍ ذلُّهم يتفاقمُ
قفلوا المعابر، أمعنوا بحصارِنا
بقتالنا، في موتنا قد أسهموا
يا أهلُ، فلتستيقظوا من غفلةٍ
اليوم نحنُ وفي الغداةِ فأنتمُ
قد جاءكم تاريخنا بمواعظٍ
فحذارِ، طعمُ الغدرِ مُرٌّ علقَمُ
جندُ الهدى انتفضتْ لتكسِرَ صمتَكم
فجموعكم من بأسهم تتقزَّمُ
وتعاهدوا، وتبايعوا أن يقهروا
أسطورةَ الجيشِ الذي لا يُهْزَمُ
ومضتْ سيوفُ المجدِ في ساحِ الوغى
تجتثُّ شرذمةَ الدُّجى وتدمدِمُ
اللهُ أكبرُ صيحةٌ كم أرعبتْ
جيشًا سِنانُ رِماحِهِ تتثلّمُ
اليوم نغزوهم بعقرِ حُصونهم
وندوسهم، قد آن أنْ يتألمُوا
ظنوا بأن حصونَهُمْ ستردُنا
هيهات بعد اليوم أن يتزعموا
فسرى الضيا فجرًا يعانقُ حُلْمَنا
اليومَ أضحى جيشُهُمْ يتَحطَّمُ
نطقَ السِّلاحُ فلمْ يَزَلْ مُتَصدِّرًا
عرش المهابةِ يعتليهِ ملثمُ
يا أيها الغزي قد علَّمْتَنا
إن الجهادَ عقيدةٌ ومكارِمُ
ووثبتَ كالأسدِ الهصورِ مدافعًا
من تحت أنفاق الكرامةِ تُقدِمُ
ثم اعتليتَ سماءَ مجدِكَ شامخًا
كالنسرِ يشهقُ فوقَهم ويُحوِّمُ
وأذقتهم طعمَ الهزيمةِ مرَهُ
إعلامُهم يُخفي الهزيمَةَ يكتُمُ
وتكشفتْ للعالمين حقيقةٌ
هم معتدونَ وسارقونَ وظُلَّمُ
وتوثقتْ عند الشعوبِ قناعةٌ
الظلمُ مهما طال عهدُهُ يُحسَمُ
إنَّ الكتائبَ أعلنتْ أهدافَها
الحسنيان كلاهما مُستَعْظَمُ
نصرٌ وتحريرٌ لكاملِ أرضنا
فشهادةٌ، نيلُ الشهادةِ مغنمُ
ما ماتَ من بذلَ الحياةَ رخيصةً
إنَّ الشَّهيدَ لفي الجِنانِ مُنعَّمُ
سيُطاولُ الجوزاءَ في عليائِهِ
كالشَّمسِ يسطعُ نورُهُ المُتَعاظِمُ
إيمان زيادة
—–
إذاعة سقيفة المواسم الألكترونية