الدّمُ بالدّمْ
قصيدة الشاعر محمد سمحان في عرس شهيد معبر الكرامة
ماهر الجازي الحويطات
إضربْ،
(إضرب والريح تصيحْ)
تسلمْ يا حامي الدارْ
وان ما بترده الريح
بتردو بالإعصار)
الدم بالدّم
يا ماهرُ والبادئُ أظلمْ
فاحصدْ ما اسْطعتَ ولا تأثمْ
من شعبِ الشيطانِ المجرمْ
يا شمسا طلعت بسم الله على هذا الليل المظلمْ
فاضت بالنورِ وفكت أسرارَالحالِ الطِّلسمْ
يا وارثَ هارون الجازي
يا بضعة مشهور الضيغمْ
يا رافعَ رايات الثارالمكظوم لشعبٍ يأبى أن يهزمْ
أشفيت صدور المكلومين بغزةَ والضفةِ
والمقهورين بهذا الوطن الممتد من الماء الى الماءْ
المحكومين بصمت الموت وهم أحياءْ
الموصومين بنعت الجبنِ
وما كانوا يوماً جبناءْ
المقموعين من الحكام المحسوبين مع الأعداءْ
(طلت البارودي
والسبِعْ ما طلْ
يا بوز البارودي
من دمّو مبتلْ)
يا ماهر يا قمر الشهداءْ
يا هذا النشميُّ العربي الطالع من رحم الصحراءْ
يا حامل هم الامة يا قاطع أوصال الوهمِ
بحلم السَّلمْ
ببضع رصاصاتْ
عبّرت بها عن رأي الأمة في ما يجري من عثرات
حقنونا فيها بخطابات المؤتمراتْ
ووعود الغرب ومضغ القاتْ
وبسلمٍ مع خصمٍ مجرمْ
خصم لا يخفي ما يضمر
ويقول لنا سلِّم تسلمْ
الارض له، والقدس له
والشعب يقتّل ويهجّرْ
والعالمُ أعمى وأصمُ وأبكمْ
(يا زريف الطولْ، ماهر يا بطلْ
لظلم العدا قلبو ما احتملْ
الكفن بيدو وعاكتفو حملْ
إبن الحويطات زين ارجالنا)
ماهر يا هذا النشمي البدويّ
أطلقت النار على هذا الصمت العربيّ
الدم بالدم
بضع رصاصات
قالت ما شئت على المعبر
أحْيَتْ هارونَ ومشهورَ وعادت بالوعيْ
غادرتَ مَعانَ والحويطات
وأخذتَ مكانكَ في الفردوسْ
ونحن بنهجكَ نهجَ الأبطال الأحرار سنُلهمْ
نتعلمُ
منكَ الدرس
الدَّمُ بالدَّمْ
والموتُ من الذِّلَّةِ أرحمْ.. (يا زريف الطول
واكتب برقيهْ
الشعِب واحد ونفس القضيهْ
ما عنا ضفه شرقيه وغربيهْ
من رب العباد توحَّد شملنا)
ألدمُ بالدّمْ…
ورصاصك زغرد وتكلّمْ
والقادم يا ماهرُ أعظمْ
ألقادم يا ماهر أعظمْ
ووراءك شعبٌ لا ينساك ولا يهزمْ
الدُّم بالدَّمْ…
والشعب على ذلك أقسمْ.
(ما بين الأقواس أغان شعبية)