الحــــــــذاء … سميح الشريف
عبدالرحمن ريماوي
11 فبراير، 2020
شعر
372 Views
بضربةٍ من طرفِ الحذاء
تهالك الصرصورُ ظهرُه إلى الثرى ، ووجهُه إلى السماءْ
وراحت الرجلان منه واليدانْ
تمشط الهواءْ
وشارباهُ يطعنانِ كبد الفضاءْ
وفي عياءٍ تارةً يسترخيانْ
وفي الطريق نملةٌ وحيدةٌ بلا رفيقْ
كانت تسير للأمام تارةً ، وتارةً إلى الوراءْ
كأنما قد ضلّت الطريقْ
رأته في صراعه مع الحياةْ
رجلاه ترفسان الموت تبعدانه يداه
وجسمُه الممزق الجريح ، يهدهد الآلامَ بالنجاة
تكاد لا تصدق العينانِ ، أن نملةً وحيدةً تحولتْ إلى جحافلٍ من النمالْ
في لحظةٍ من الزمان
صفوفها تسير في الطريق بانتظامْ
وقادةٌ لها على اليمين والشمالْ
تحثّها على المسير ْ
على الصمود في القتالْ
لأنن موسم الشتاء ، لا يرحم النيامْ
لأن شرعة البقاء ،
لا تمنح الضعاف للحياة
جنسية انتماء
ومثلما قد أُعطِيَتْ إشارة
تسارعت كتائب النمالْ
تعلّم الفريسةَ العملاق ، بسالة القتالْ
وفنّها العريق في الإغارة
تداخلتْ في جسمه ، تعنقدتْ على يديْه
ورسفتْ رجلاهُ في أثقالها ،
تشدّها الكلاليب الصغيرة العنيدة
ولم تزل يداه
تذبُّ في نضالهـــــا
تصارعان الهجمة العتيدة
وقِلّةٌ أخرى من النمالْ
تعلّقت في شاربيْه
كأنها خالتهما وسيلة الإرسالْ
يبثُّ منهما استغاثةً ، ويرسل النداءْ
لقومه ، لأهله ، للأصدقاءْ
وربما تدري بأن ظنّها ضربٌ من الخيالْ
لكنها في حربها لا تترك احتمالْ
فكم بهذه الحياة ، كم تحقق الخيالْ
وصار حتى في لسان الأغبياءْ
حقيقةً تقالْ
وقصّت النمالُ شاربيْه
وراح جيشها يشدّه من جانبيْه
يجرّه في موكب احتفالْ
إلى شقوقٍ في الجدارْ
تقوم خلفها ممالك النِّما لْ
ومرّ صرصورٌ به ، وآخرٌ تلاه
ووقفــا ،
يحركان شاربيهما هنيهةً فعرفاه
فأسرعا يبتعدانْ
وهَمْهما ،
ماذا عساهُ أن يُقالْ
نذالةٌ ، إذ هربا وتركاهْ
جبانةٌ ، ماذا بها ، فلتكن الشّــعارْ
فمثلُنا ،
لا يحمل الرأس الذي يعوزه إكليلُ غارْ
بطوننا ، هي الرؤوس والجباه
فلتمطرِ السماءُ فوقنا مخازياً وعارْ
ولنخسر الوجودَ كلَّــه ، ونربح البقاء في الحياة
وأسرعا ، وأسرعا لا يلويانْ
لكنّ جسماً سابحاً على الهواءْ
كان يقتفي خُطاهما ، ما أبصراه
ما علما بأنه الحذاءْ
=============
الزرقاء/ 27/9/1972
Like this:
Like Loading...
Related