إلى أينَ ترحل .. هديل داوود

إلى أينَ ترحل

لم أكمل حديثي بعد

ولم أختنق ببحرِ الشّهد

ولم أشغل بالك للحظةٍ

ولمْ أسكنْ في عينكَ

ومْضةّ عمر

ولم تترُك على بابِ القلبِ

ورْدة

وفي بحّةِ شهقتي غصّة

إلى أينَ ترحل

لمْ أكمل إفلاسي بعد

ولمْ أوفيكَ حقّكَ منَ البوح

ورعشةَ الدّمعِ في الخدّ

لم أتلو على مسْمعكَ

طلاسمَ العشق والفقْد

لمْ تلامس حجمَ يقيني

لمْ يتغيّر لونُ أوْراقي

ولمْ تبهتْ كلماتي وما تاهت بعد

سُطورَ الجنونِ وما السّوادُ اتّقد

إنتظر قليلاً فلم تقرأ بعد

آخرَ ما كتبْت ولا آخرَ ما سطّرتْ

لم أخبركَ بأنّ طعمَ الفَرَحِ تغيّر

وضاع لوْنهُ

و في صمتي تكوّر

وأصبحَ محمّلاً بالفُتورِ والملل

إنتظر ..

لا تسرع بالرّحيل

وإنتظر ريثما

أنام وأغفو في أعماقكَ

وأشيّدُ لكَ الرؤى

ياسمينا

وأوشّيها بماءِ العيْنِ

والهُدُبِ

لاتُسرع وانتظر

ريثما أصْرخ بملءِ

حنجرتي وملء الكوْن

حتّى يأتيني موْتي منْك

وأنتَ تشنُقُ الورْد

وتعْدمُ الياسمينَ مرّاتٍ

ومرّات

وحتّى يموتَ الحلمُ منْ

ذاكرةِ رحيلي

وتموتُ تلكَ الحقيقة المعلّقة

بإستغاثاتِ النّدى

إنتظر حتّى يأتيَ ليلي

بعدَ ليْلٍ طالَ

ليهزمَ كلّ دفاعاتي

لحنينِ عيْنيْكَ

وأدسّ عشقكَ عميقاً

عميقاً حتّى يتفجّرَ

بينَ أصابعي ينْبوعاً

وأراوغَ الزّمانَ ..

وعلى غفْلةٍ

في حروفٍ تخْفي أكثرَ

مما تبْدي..وعلى عيْنينِ

يرْقُصُ السّوادُ فيهما

أعلّقُ أقراطاً منْ خيال

إنتظر قليلاً ..

قبلَ أن ترحل

حتّى أغتالَ حقيقةً

في فجْر..ويملؤني

إبْتسامٌ يستخفّ بهذا

القلبِ وحتّى ينتصرَ

طيفُكَ وتقيّدني

الذكرياتُ وأدفنُني في

المكانْ

وترحلُ عاماً آخَرَ

وعشْرون

لنْ تكفي لهذا

النسْيانْ

المزيد من اعمالها

About عبدالرحمن ريماوي

Check Also

نساء القبيلة 2 - أماني حموي

نساء القبيلة 2 – أماني حموي

نساء القبيلة 2 نعم... انا من يقفل باب القصيده السعيده.. بتنهيده.. وافتح باب الحزن على مصراعيه... ادوس الألم كما يدوسني... ولما لا اثقب السفينة.... هكذا ولدتني امي... ارضعتني من نهد العتب حد التعب.. دوما هناك ثقب ما... لم أكن يوما للبقاء سبب... لم أكن وتد..

%d bloggers like this: