“يحيى النميري النعيمات”
من مواليد شمال الأردن عام 1955 في قرية الطرة وتوفي في مدينة المفرق في 30 تشرين اول 2019 وبعد حياة شعرية وأدبية حافلة، وصراع مع المرض في السنة الأخيرة، ، هو الابن البكر لعائلة بدوية من المفرق يحترف أفرادها العمل العسكري حيث ارتحلت العائلة الى مدينة الزرقاء ، بدأ كتابة الشعر والانفتاح على الحياة السياسية في الأردن والعالم العربي في المرحلة الثانوية ، وقد تأثر، بحكم إقامته في الزرقاء، بوضع النازحين الفلسطينيين وأعجب بالعمل الفدائي الفلسطيني الذي انضم اليه بعد تخرجه من الثانوية، عمل في التلفزيون الأردني والصحافة في عمان نحو عامين ثم غادر إلى لبنان عام 1977 بعد أزمة سياسية تتعلق بالتنظيم الذي كان منضويا فيه، والتحق في لبنان بإحدى القواعد الفدائية الفلسطينية، محاولا في الأثناء مواصلة دراسته الجامعية في جامعة بيروت العربية لكنه سرعان ما ترك الدراسة ليتفرغ للعمل الإعلامي والثقافي في الإعلام الفلسطيني فعمل محررا للصفحات الثقافية في مجلة ” الهدف” التي أسسها الشهيد غسان كنفاني وبقي فيها حتى الاجتياح الإسرائيلي وحصار بيروت صيف عام 1982، حيث انضم في فترة الحصار إلى الإذاعة الفلسطينية. التحق أمجد ناصر في اطار علمه السياسي بـ “معهد الاشتراكية العلمية” في عدن حيث درس العلوم السياسية في جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية في عهد عبد الفتاح إسماعيل.
أصدر مجموعته الشعرية الأولى “مديح لمقهى آخر” عام 1979 بتقديم من الشاعر العراقي سعدي يوسف ولاقت صدى نقديا لافتا في الصحافة اللبنانية والعربية، واعتبرها النقاد بشارة على ولادة شاعر ذي صوت وعالم خاصين، ورغم انضوائه السياسي والايدولوجي في صفوف اليسار إلاَّ أن قصيدته ظلت بمنأى عن الشعارية السياسية فعملت على الاحتفاء باليومي والتفصيلي والحسي أكثر من احتفائها بالسياسي المباشر. وقد ظلت هذه الميزة تطبع شعر أمجد ناصر إلى وقت طويل.
ساهم أمجد ناصر في إطلاق موقع وصحيفة “العربي الجديد” عام 2014، وتولى لغاية رحيله رئاسة تحرير موقع “ضفة ثالثة” الصادر عن الصحيفة، وظلّ أحد كتّاب الصحيفة حتى في أصعب لحظات مرضه. وكان قبلها قد أدار القسم الثقافي في صحيفة “القدس العربي” اللندنية لعقدين كما شغل موقع مدير تحريرها.
حاز أمجد ناصر تكريمات عديدة في العام الجاري، منها “جائزة محمود درويش للإبداع” في آذار/ مارس الماضي، و”وسام الثقافة والعلوم والفنون” الفلسطيني في حزيران/ يونيو الماضي، ثمّ منحته عمّان “جائزة الدولة التقديرية” للآداب في أيلول/ سبتمبر، قبل أن تختاره شخصية العام في معرضها الدولي للكتاب. إلى جانب ملفات احتفائية حول تجربته الشعرية والأدبية شارك فيها عشرات الكتّاب العرب، سواء في “العربي الجديد” أو منابر إعلامية أخرى.
أصدر قصيدة طويلة في كتاب بعنوان “مملكة آدم” (منشورات المتوسّط) اعتبرها النقاد والمتابعون ذروة عطائه الشعري.
برحيل أمجد ناصر، يفقد الشعر العربي و الثقافة العربية صوتاً طالما انحاز للإنسان والحرية والديمقراطية في العالم العربي، منذ انتمى في شبابه إلى النضال الفلسطيني ، وصولاً إلى وقوفه في صف الشعوب العربية في انتفاضتها ضد الاستبداد.