أتـانـا مــن مـجالسهم سـفاحُ
فـليس عـليَّ مـن لـومٍ جـناحُ
لـئـن ظـنّـوا بـأنّ الـليلَ سـترٌ
فـإن الـليلَ يـفضحه الـصباحُ
تـحاشَانا العِظامُ ونحنُ منهم
وتـخـرسُ ألـسنٌ عـنّا فـصَاحُ
ومـايـحتارُ ســاعٍ فـي مـدانا
وتـعـرفنا الـصـوارمُ والـرماحُ
ولـو عـينان قـد شـاءَتْ ترَانا
فـمـصباحانِ مـلـؤُهما سـماحُ
سـماحٌ حَـشْوُه شـعرٌ مـوشَىً
ويـعـلو فـيـهِ قـولٌ وامـتداحُ
غريبٌ عذبُ حرفي بينَ قومٍ
لـهم فـي كـلّ جـارحةٍ جـراحُ
وقـد كذبوا ببعض الودّ دهراً
كـما كـذبت بـبشراها سـجاحُ
فــلــمّـا أن تــبـاريـنَـا فــعــالاً
بـسوءٍ حّـدّثَتْ كـتٌبٌ صحاحُ
تُـريـني مــن مـثالبهم قـبيحَاً
وقــد يـتـكدّرُ الـمـاءُ الـقـراحُ
فـيغدو الـحقُّ إبـليساً رجيماً
وشـدوُ طـيورِه الأحـلى نباحُ
أنـــا مــاعـادَ يـلـفتني بـريـقٌ
ولا شــعــرٌ ولا عــيـدٌ مـــلاحُ
ولا خـيـلٌ ولا سـيـفٌ صـقيلٌ
ولا ثـــغــرٌ ولا كـــــأسٌ وراحُ
أنــا مـاعاد يـحملني ولـوعي
ولا مـاعـادَ يـعـذرني الـجناحُ
لـئن كـان الأريـبُ بـغير حـظٍّ
حـنانيكَ الجماحُ هو الجماحُ
وكـــلُّ عــلائـقِ الـدنـيا بـغـاءٌ
وكــلّ نـتاجِها الـراقي وَقاحُ
…
براءة خضور رويلي
تركيا .. أورفا .. 2024/1/30