يَوْمَ زُلْزِلَ اُلْحُوزُ – إدريس زايدي
جفّ المكانُ فلا نبتٌ ولا بشَرُ
كأنْ توارَى بدارِ الحَجِّ معتمرُ
بالحوز أرضٌ وقد هزتْ معاطفها
يُعيدُ في هيجٍ أركانَها النُّذُرُ
كلّمتُه غبشاً ما ردّ لي أحدٌ
وصائتُ الصمتِ في ألحانهِ جزرُ
بالموت يكتب في الأركان سيرته
والليل موّج فيهِ الطفلُ والقمرُ
ناموا ورفرف روحُ الليل يغمدهم
كَما تولّى بحِصنِ الجسم مُدّثرُ
ما الشيخُ أنْهى بقايا الحلم مَسردةً
أوْ قادَ خاتمةً في متنها عِبرُ
كيف اللقاء ودمعُ العين جاوزني
وحالُ أهلي تدلى أن مسّهُ الخبر
الصمتُ والكلمُ المبحوحُ في كبدي
والحوز من وجعِ الجنبين ينفجر
والأهلُ صارَ بهم موجٌ به رَجَحٌ
والروعُ من جبلٍ للسهل ينحدر
ما بين جهرٍ تداعى السرُّ يفْتِلُه
حادٍ يهشُّ مساء الخيل، والكدرُ
“إغيل” يا وجعَ الأضدادِ فجّرهُ
سيل على سلسبيل الآه يعتصر
بابان نحو يمينِ الحيْن يسّرهُ
جوفٌ تعاظمَ فيه النفخُ والمدرُ
ماتوا وما مات حزنٌ، قيل أوّلُهُ
مِنْ هوْلِ قارئةِ الميزابِ إذْ بقروا
ضاقَ المزارُ بأرضٍ زمَّها ندبٌ
وقد تجبّر في أهوالها الحفرُ
مراكش الحوز إنّي كنتُ بينكم
أحصي النجوم فخان العدَّ مَنْ قُبروا
ما بين جنبين ضاق الوصفُ يغسلني
حتى وصفتُ، وحالُ الوصف مُخْتصرُ
* إ. ز