وفي حرم الوفاء أقمت نفسي …أصون دمي وأيماني وقدسي
،
على هام النجوم وضعت رجلي … وتحت شراكها مليون شمسِ
،
فإن خان الورى قلبي فإني… أبيّ النفس لا أشرى ببخسِ
،
وإن غدر الأنام بكل عهد…حفظت غدي بأحلامي وأمسي
،
ولست بحاجة أحدا فإني…مضغت حلال لقمتها بضرسي
،
وما خنت الفؤاد بقدر نبض…ولا أعليتُ مهزولا لفلسِ
،
وكيف أخونه عيشا وملحا…وسروا ضاربا بعميق نفسي
،
وأعذر صاحبا في ضيق وقت…وأحفظ إن تناءى نصّ درسي
،
فما صغّرتُ في عمري كبيرا…وما أكبرتُ مهزولا بحدسي
،
دمي والغدر أعداء، وإني…كريم الطبع، لا أرضى برجسِ
،
وهذا الكون في عينيّ صفر…إذا خان الكريم الأصل أمسِ
،
ومن يرض الطوارئ بالرواسي…سيبقى نهب أوهام وهجسِ
،
ولا يعني فؤادي إن تردّى…ولو حلف اليمين بألف خمسِ
،
إذا كذب الصدوق فكيف ترجو…من الكذاب إشراقا كشمسِ
…
وفي حرم الوفاء أقمت نفسي – يوسف أبو ريدة