هتف الموت – هارون هاشم رشيد
هتف الموت وهو ناب وظفرُ
لا مفر من قبضتي لا مفرُّ
وعوتْ تصرخ الرياح وهبَّت
عاصفات جموحة لا تقر
والرعود الرعناء ملء فم الكو
ن دويٌّ على الفضاء وزأر
والسماء اختفت فلم يبقَ إلا
سحب ترسل الوعيد ونذر
فإذا الرحمة استحالت بلاء
وإذا الكون واجم مكفهر
وإذا الماء جامح يغمر الار
ض ويطغى جموحه المستمر
فهوى بالبيوت لم يرحم الزغ
ب ولا رده البكاء المر
رب أمٍ حنت على طفلها البكر
وضمته وهي خوف وذعر
ألصقته بصدرها خشية الموت
وهل يدفع المنية صدر
وعجوز هوى الجدار عليها
فإذا بيتها المهدم قبر
ويتيم قضى أبوه شهيداً
فهو من بعده دموع وفقر
هدمت فوقع العواصف بيتاً
هو في واقع الحقيقة جحر
وفتاة مكلومة القلب تبكي
فقْدَ خدر وما حواه الخدر
وصغار مشردين بلا أهل
تراموا على الطريق ومروا
وكثيرين قد أفاقوا حيارى
ما لهم ملجأ ولا مستقر
هتفوا بالسماء أن يحبس الغيث
وهيهات أن يغيَّض بحر
ليت شعري أين الذين رموهم
في جحيم من العذاب وفروا
أين من سوروا بيوتاً من الطي
ن وقالوا هنا يطيب المقر
هم مقيمون في الديار نشاوى
ونداماهمُ حسان وخمر
ومئات من الجنيهات قالوا
هي أجر لما أتوه وشكر
وهم المجرمون قد جلبوا الشر
وقالوا بأنّ ذلك خير
نسل جونبول هؤلاء فمنهم
غمر الظلم شرقنا والنكر
انهم يضربون في ظلمة الليل
وقد مزق الدياجير فجر
فالشعوب استفاقت اليوم يهدى
خطوها للعلى وللحق ثأر
فلهيب في أرض إيران يشوي
كل مستعمر عليها يمر
وزئير في أرض مصر ينادي
انها مصر درة الشرق مصر
سوف تلقي بالظالمين الى البحر
ويسمو بها الى المجد نصر
أيها المؤمنون قد جمح الباغي
ففي سمعه عن الحق وقر
أنقذوا أنقذوا البقية منا
فهنا الموت جائم مستقر