-
-1-
-
لَنْ تجعلوا من شعبِنا
-
شعبَ هُنودٍ حُمرْ
-
فنحنُ باقونَ هُنا ..
-
في هذه الأرض التي تلبس في مِعْصَمها
-
إسوارةً من زهرْ
-
فهذه بلادُنا
-
فيها وُجِدنَا منذ فجر العمرْ
-
فيها لعِبنْا.. وعشِقْنا.. وكتبنَا الشِعرْ
-
مُشَرِّشُونَ نحنُ في خُلجانها
-
مثلَ حشيش البحرْ
-
مُشَرِّشُونَ نحنُ في تاريخها
-
في خُبزها المرقُوقِ.. في زيتونِها
-
في قمحها المُصْفَرّْ
-
مُشَرِّشُونَ نحنُ في وجدانِها
-
باقونَ في آذارها
-
باقونَ في نيَسْاَنِها
-
باقونَ كالحَفْر على صُلبانِها
-
وفي الوصايا العشْرْ …
-
-2-
-
لا تسكرُوا بالنصرْ
-
إذا قتلتُمْ خالداً
-
فسوف يأتي عَمْرو
-
وإن سحقتُمْ وردةً
-
فسوفَ يبقى العطرْ
-
-3-
-
لأنَّ موسى قُطعتْ يداهْ
-
ولم يعُدْ يُتقنُ فنَّ السِحرْ
-
لأنَّ موسى كُسِرتْ عصاهْ
-
ولم يعُدْ بوسعه..
-
شَقَّ مياه البحرْ..
-
لأنَّكم .. لستُمْ كأمْريكا
-
ولسنا كالهنود الحُمرْ
-
فسوفَ تهلكونَ عن آخركم..
-
فوقَ صحاري مِصرْ..
-
-4-
-
المسجدُ الأقصى . شهيدٌ جديدْ
-
نُضيفهُ إلى الحساب العتيقْ
-
وليستِ النارُ ، وليسَ الحريقْ
-
سوى قناديلَ تُضيُْ الطريقْ ..
-
-5-
-
من قَصَبِ الغاباتْ..
-
نخرجُ كالجنِّ لكمْ ..
-
من قَصَبِ الغاباتْ
-
من رُزَم البريد.. من مقاعد الباصاتْ
-
من عُلَب الدخانِ ..
-
من صفائح البنزينِ..
-
من شواهد الأمواتْ
-
من الطباشيرِ .. من الألواحِ ..
-
من ضفائر البناتْ ..
-
من خَشَب الصُلْبان..
-
من أوعية البخُورِ ..
-
من أغطية الصلاةْ
-
من وَرَق المصحفِ ، نأتيكُمْ ..
-
من السُطُور والآياتْ
-
لن تُفْلتوا من يدنا ..
-
فنحنُ مبثوثونَ في الريحِ ..
-
وفي الماءِ ..
-
وفي النباتْ ..
-
ونحنُ معجونونَ ..
-
بالألوانِ والأصواتْ ..
-
لن تُفْلتوا ..
-
لن تُفْلتوا ..
-
فكلُّ بيتٍ فيه بندقيةٌ
-
من ضفَّةِ النيل إلى الفُراتْ
-
-6-
-
لنْ تستريحوا مَعَنا ..
-
كلُّ قتيلٍ عندنا ..
-
يموتُ آلافاً من المرَّاتْ …
-
-7-
-
إنتبهوا ! ..
-
إنتبهوا ! ..
-
أعمدةُ النور لها أظافر
-
وللشبابيكِ عيونٌ عشرْ
-
والموتُ في انتظاركمْ
-
في كلِّ وجهٍ عابرٍ ..
-
أو لَفْتةٍ .. أو خصْرْ
-
الموتُ مخبوءٌ لكمْ
-
في مِشْط كلِّ امرأةٍ
-
وخُصْلةٍ من شَعرْ …
-
-8-
-
يا آلَ إسرائيلَ .. لا يأخذْكُمُ الغرورْ
-
عقاربُ الساعات إنْ توقّفتْ
-
لا بُدَّ أن تدورْ
-
إنَّ اغتصابَ الأرض لا يخيفُنا
-
فالريشُ قد يسقُطُ عن أجنحة النسورْ
-
والعَطَشُ الطويلُ لا يخيفُنا
-
فالماءُ يبقى دائماً في باطن الصخورْ
-
هزمتُمُ الجيوشَ .. إلاّ أنَّكمْ
-
لم تهزموا الشعورْ ..
-
قطعتُمُ الأشجارَ من رؤوسها
-
وظلَّتِ الجذورْ …
-
-9-
-
ننصحُكمْ أن تقرأوا ..
-
ما جاءَ في الزَبُورْ
-
ننصحُكمْ أن تحملوا توراتَكُمْ
-
وتتبعوا نبيَّكُمْ للطورْ
-
فما لكُمْ خبزٌ هُنا ..
-
ولا لكُمْ حضورْ ..
-
من باب كلِّ جامعٍ
-
من خلف كُلِّ منبرٍ مكسورْ
-
سيخرجُ الحَجَّاجُ ذاتَ ليلةٍ
-
ويخرجُ المنصورْ …
-
إنتظرونا دائماً ..
-
في كُلِّ ما لا يُنْتَظَرْ
-
فنحنُ في كلِّ المطاراتِ ..
-
وفي كلِّ بطاقاتِ السَفَرْ
-
نطلع في روما ..
-
وفي زوريخَ …
-
من تحت الحجَرْ
-
نطلعُ من خلف التماثيلِ ..
-
وأحواضِ الزَهَرْ
-
رجالُنا يأتونَ دونَ موعدٍ
-
في غَضَبِ الرعدِ .. وزخَّاتِ المطَرْ
-
يأتونَ في عباءة الرسُولِ ..
-
أو سيفِ عُمَرْ
-
نساؤنا
-
يرسمنَ أحزانَ فلسطينَ.. على دمع الشجَرْ
-
يقبرنَ أطفالَ فلسطينَ.. بوجدان البشَرْ
-
نساؤنا ..
-
يحملنَ أحجارَ فلسطينَ ..
-
إلى أرض القَمَرْ ….
-
-11-
-
لقد سرقتُمْ وطناً ..
-
فصفَّقَ العالمُ للمُغامَرَهْ..
-
صادرتمُ الألوفَ من بيوتنا
-
وبعتُمُ الألوفَ من أطفالنا
-
فصفَّق العالمُ للسماسرَهْ
-
سرقتُم الزيتَ من الكنائسِ..
-
سرقتُمُ المسيح من منزله في الناصرَهْ
-
فصفّق العالمُ للمغامَرَهْ ..
-
وتنصبُونَ مأتماً
-
إذا خَطَفنا طائرَهْ …
-
-12-
-
تذكَّروا ..
-
تذكَّروا دائماً
-
بأنَّ أَمْريكا -على شأنِها-
-
ليستْ هي اللهَ العزيزَ القديرْ
-
وأنَّ أَمْريكا -على بأسها-
-
لن تمنعَ الطيورَ من أن تطيرْ
-
قد تقتُلُ الكبيرَ .. بارودةٌ
-
صغيرةٌ .. في يد طفلٍ صغيرْ ..
-
-13-
-
ما بيننا .. وبينكُمْ
-
لا ينتهي بعامْ ..
-
لا ينتهي بخمسةٍ .. أو عشْرةٍ
-
ولا بألفِ عامْ ..
-
طويلةٌ معاركُ التحرير.. كالصيامْ
-
ونحنُ باقونَ على صدروكمْ
-
كالنَقْش في الرخامْ …
-
باقونَ في صوت المزاريبِ ..
-
وفي أجنحة الحَمامْ
-
باقونَ في ذاكرة الشمسِ ..
-
وفي دفاتر الأيَّامْ
-
باقون في شَيْطنة الأولاد.. في خَرْبشة الأقلامْ
-
باقونَ في الخرائط الملوَّنَهْ ..
-
باقونَ في شِعْر امريء القيس ..
-
وفي شِعْر ابي تمَّامْ ..
-
باقونَ في شفاه من نحبّهمْ
-
باقونَ في مخارجِ الكلامْ ..
-
-14-
-
مَوْعدُنا حين يجيء المغيبْ ..
-
مَوْعدُنا القادمُ في تل أبيبْ
-
“نَصْرٌ من اللهِ .. وَفَتْحٌ قريبْ”.
-
-15-
-
ليس حُزَيرانُ سوى ..
-
يومٍ من الزمانْ
-
وأجملُ الوُرودِ ما
-
ينبتُ في حديقة الأحزانْ ….
-
-16-
-
للحزن أولادٌ سيكبُرُونْ
-
للوجَع الطويل أولادٌ سيكبُرُونْ
-
لمنْ قتلتمْ في حزيرانَ ..
-
صغارٌ سوفَ يَكبُرُونْ
-
للأرضِ ..
-
للحاراتِ ..
-
للأبواب.. أولادٌ سيكبُرُونْ
-
وهؤلاء كلُّهُمْ ..
-
تجمّعوا منذ ثلاثين سَنَهْ
-
في غُرف التحقيق ..
-
في مراكز البوليس.. في السجونْ
-
تجمّعوا كالدمع في العيونْ
-
وهؤلاء كلُّهمْ ..
-
في أيِّ . أيِّ لحظةٍ
-
من كلِّ أبواب فلسطينَ .. سيدخلونْ
-
-17-
-
وجاءَ في كتابه تعالى :
-
بأنَّكمْ من مِصْرَ تخرجونْ
-
وأنَّكمْ في تيهها ..
-
سوفَ تجوعونَ وتعطشونْ
-
وأنَّكمْ ستعبدونَ العِجْلَ.. دون ربِّكمْ
-
وأنَّكمْ بنعمة الله عليكمْ
-
سوف تكفرونْ ..
-
وفي المناشير التي يحملها رجالُنا
-
زدنَا على ما قاله تعالى
-
سطريْنِ آخرَيْنْ :
-
“ومن ذُرى الجولان تخرجونْ ..”
-
“وضَفَّة الأردُنِّ تخرجونْ ..”
-
“بقوّة السلاح تخرجونْ ..”
-
-18-
-
سوفَ يموتُ الأعورُ الدجَّالْ ..
-
سوفَ يموتُ الأعورُ الدجَّالْ
-
ونحنُ باقونَ هنا ..
-
حدائقاً ..
-
وعطرَ برتقالْ ..
-
باقونَ فيما رسمَ اللهُ ..
-
على دفاتر الجبالْ
-
باقونَ في معاصر الزيتِ
-
وفي الأنوالْ ..
-
في المدِّ .. في الجَزْر ..
-
وفي الشروق والزوالْ
-
باقونَ في مراكب الصيْدِ
-
وفي الأصدافِ .. والرمالْ
-
باقونَ في قصائد الحبِّ ..
-
وفي قصائد النضالْ ..
-
باقونَ في الشعر .. وفي الأزجالْ
-
باقونَ في عطر المناديل ..
-
وفي (الدبْكة).. و (الموَّالْ)
-
في القَصَص الشعبيِّ .. في الأمثالْ ..
-
باقونَ في الكُوفيَّة البيضاءِ ..
-
والعقالْ …
-
باقونَ في مُروءة الخيْل ..
-
وفي مُروءة الخيَّالْ ..
-
باقونَ في (المِْهباج) .. والبُنِّ
-
وفي تحيّة الرجال للرجالْ
-
باقونَ في معاطف الجنودِ ..
-
في الجراحِ .. في السُعالْ
-
باقونَ في سنابل القمح ..
-
وفي نسائم الشمالْ
-
باقونَ في الصليبْ ..
-
باقونَ في الهلالْ ..
-
في ثورة الطُلاَّبِ.. باقونَ
-
وفي معاول العُمَّالْ
-
باقونَ في خواتم الخطْبةِ
-
في أسِرَّة الأطفالْ ..
-
باقونَ في الدموعْ ..
-
باقونَ في الآمالْ ..
-
-19-
-
تِسعونَ مليوناً ..
-
من الأعراب ، خلفَ الأفْقِ غاضبونْ
-
يا ويلَكُمْ من ثأرهمْ..
-
يومَ من القُمْقُمِ يطلعونْ ….
-
-20-
-
لأنّ هارونَ الرشيدَ .. ماتَ من زمانْ
-
ولم يَعُدْ في القصرِ ..
-
غلمانٌ .. ولا خِصْيانْ ..
-
لأنَّنا نحنُ قتلناهُ ..
-
وأطعمناهُ للحيتانْ …
-
لأنَّ هارونَ الرشيدَ ..
-
لم يَعُدْ “إنسانْ”
-
لأنَّهُ في تخته الوثير
-
لا يعرفُ ما القدسُ ، وما بيسانْ
-
فقد قطعنا رأسَهُ ..
-
أمسِ ، وعلّقناه في بيسانْ
-
لأنَّ هارونَ الرشيدَ .. أرنبٌ جبانْ
-
فقد جعلنا قصرهُ
-
قيادةَ الأركانْ ….
-
-21-
-
ظلَّ الفلسطينيُّ أعواماً على الأبوابْ
-
يشحذ خبزَ العدل من موائد الذئابْ
-
ويشتكي عذابَهُ للخالق التوَّابْ..
-
وعندما ..
-
أخرجَ من إسطبله حصانَهُ
-
وزيَّتَ البارودةَ الملقاةَ في السردابْ ..
-
أصبحَ في مقدوره
-
أن يبدأ الحسابْ …
-
-22-
-
نحنُ الذينَ نرسُمُ الخريطَهْ …
-
ونرسمُ السفوحَ والهضابْ
-
نحنُ الذين نبدأ المحاكمَهْ
-
ونفرضُ الثوابَ والعقابْ ..
-
-23-
-
العرَبُ الين كانوا عندكمْ
-
مصدِّري أحلامْ ..
-
تحوّلوا – بعد حزيرانَ – إلى
-
حقلٍ من الألغامْ
-
وانتقلتْ (هانوي) من مكانها
-
وانتقلتْ فيتنامْ …
-
-24-
-
حدائقُ التاريخ.. دوماً تُزْهِرُ
-
ففي رُبى السودان قد ماجَ الشقيقُ الأحمَرُ
-
وفي صحاري ليبيا
-
أورقَ غصنٌ أخضَرُ
-
والعَرَبُ الذي قلتمْ عنهُمُ تحجَّروا
-
تغيّروا ..
-
تغيّروا ..
-
-25-
-
أنا الفلسطينيُّ ..
-
بعد رحلة الضيَاعِ والسرابْ
-
أطلعُ كالعشْب من الخرابْ
-
أضيء كالبرق على وجوهكمْ
-
أهطلُ كالسحابْ
-
أطلع كلَّ ليلةٍ
-
من فسْحة الدار.. ومن مقابض الأبوابْ
-
من ورق التوت.. ومن شجيرة اللبلابْ
-
من بِرْكة الماء.. ومن ثرثرة المزرابْ ..
-
أطلعُ من صوت أبي..
-
من وجه أمي الطيّب الجذَّابْ
-
أطلع من كلِّ العيون السود.. والأهدابْ
-
ومن شبابيك الحبيبات، ومن رسائل الأحبابْ
-
أطلعُ من رائحة الترابْ..
-
أفتحُ بابَ منزلي..
-
أدخله. من غير أن أنتظرَ الجوابْ
-
لأنَّني السؤالُ والجوابْ…
-
-26-
-
مُحاصَرونَ أنتُمُ .. بالحقد والكراهيهْ
-
فمِنْ هُنا.. جيشُ أبي عبيدةٍ
-
ومن هنا معاويَهْ ..
-
سلامُكُمْ ممزَّقٌ
-
وبيتكُمْ مطوَّقٌ
-
كبيت أيِّ زانيَهْ ..
-
-27-
-
نأتي بكُوفيَّاتنا البيضاء والسوداءْ
-
نرسُمُ فوق جلدكمْ ..
-
إشارةَ الفِداءْ
-
من رَحِم الأيَّام نأتي.. كانبثاق الماءْ
-
من خيمة الذلّ الذي يعلكها الهواءْ
-
من وَجَع الحسين نأتي
-
من أسى فاطمةَ الزهراءْ ..
-
من أُحُدٍ .. نأتي ومن بَدْرٍ
-
ومن أحزان كربلاءْ ..
-
نأتي .. لكي نصحِّحَ التاريخَ والأشياءْ
-
ونطمسَ الحروفَ ..
-
في الشوارع العبرِيَّة الأسماءْ
-
-1-
-
لَنْ تجعلوا من شعبِنا
-
شعبَ هُنودٍ حُمرْ
-
فنحنُ باقونَ هُنا ..
-
في هذه الأرض التي تلبس في مِعْصَمها
-
إسوارةً من زهرْ
-
فهذه بلادُنا
-
فيها وُجِدنَا منذ فجر العمرْ
-
فيها لعِبنْا.. وعشِقْنا.. وكتبنَا الشِعرْ
-
مُشَرِّشُونَ نحنُ في خُلجانها
-
مثلَ حشيش البحرْ
-
مُشَرِّشُونَ نحنُ في تاريخها
-
في خُبزها المرقُوقِ.. في زيتونِها
-
في قمحها المُصْفَرّْ
-
مُشَرِّشُونَ نحنُ في وجدانِها
-
باقونَ في آذارها
-
باقونَ في نيَسْاَنِها
-
باقونَ كالحَفْر على صُلبانِها
-
وفي الوصايا العشْرْ …
-
-2-
-
لا تسكرُوا بالنصرْ
-
إذا قتلتُمْ خالداً
-
فسوف يأتي عَمْرو
-
وإن سحقتُمْ وردةً
-
فسوفَ يبقى العطرْ
-
-3-
-
لأنَّ موسى قُطعتْ يداهْ
-
ولم يعُدْ يُتقنُ فنَّ السِحرْ
-
لأنَّ موسى كُسِرتْ عصاهْ
-
ولم يعُدْ بوسعه..
-
شَقَّ مياه البحرْ..
-
لأنَّكم .. لستُمْ كأمْريكا
-
ولسنا كالهنود الحُمرْ
-
فسوفَ تهلكونَ عن آخركم..
-
فوقَ صحاري مِصرْ..
-
-4-
-
المسجدُ الأقصى . شهيدٌ جديدْ
-
نُضيفهُ إلى الحساب العتيقْ
-
وليستِ النارُ ، وليسَ الحريقْ
-
سوى قناديلَ تُضيُْ الطريقْ ..
-
-5-
-
من قَصَبِ الغاباتْ..
-
نخرجُ كالجنِّ لكمْ ..
-
من قَصَبِ الغاباتْ
-
من رُزَم البريد.. من مقاعد الباصاتْ
-
من عُلَب الدخانِ ..
-
من صفائح البنزينِ..
-
من شواهد الأمواتْ
-
من الطباشيرِ .. من الألواحِ ..
-
من ضفائر البناتْ ..
-
من خَشَب الصُلْبان..
-
من أوعية البخُورِ ..
-
من أغطية الصلاةْ
-
من وَرَق المصحفِ ، نأتيكُمْ ..
-
من السُطُور والآياتْ
-
لن تُفْلتوا من يدنا ..
-
فنحنُ مبثوثونَ في الريحِ ..
-
وفي الماءِ ..
-
وفي النباتْ ..
-
ونحنُ معجونونَ ..
-
بالألوانِ والأصواتْ ..
-
لن تُفْلتوا ..
-
لن تُفْلتوا ..
-
فكلُّ بيتٍ فيه بندقيةٌ
-
من ضفَّةِ النيل إلى الفُراتْ
-
-6-
-
لنْ تستريحوا مَعَنا ..
-
كلُّ قتيلٍ عندنا ..
-
يموتُ آلافاً من المرَّاتْ …
-
-7-
-
إنتبهوا ! ..
-
إنتبهوا ! ..
-
أعمدةُ النور لها أظافر
-
وللشبابيكِ عيونٌ عشرْ
-
والموتُ في انتظاركمْ
-
في كلِّ وجهٍ عابرٍ ..
-
أو لَفْتةٍ .. أو خصْرْ
-
الموتُ مخبوءٌ لكمْ
-
في مِشْط كلِّ امرأةٍ
-
وخُصْلةٍ من شَعرْ …
-
-8-
-
يا آلَ إسرائيلَ .. لا يأخذْكُمُ الغرورْ
-
عقاربُ الساعات إنْ توقّفتْ
-
لا بُدَّ أن تدورْ
-
إنَّ اغتصابَ الأرض لا يخيفُنا
-
فالريشُ قد يسقُطُ عن أجنحة النسورْ
-
والعَطَشُ الطويلُ لا يخيفُنا
-
فالماءُ يبقى دائماً في باطن الصخورْ
-
هزمتُمُ الجيوشَ .. إلاّ أنَّكمْ
-
لم تهزموا الشعورْ ..
-
قطعتُمُ الأشجارَ من رؤوسها
-
وظلَّتِ الجذورْ …
-
-9-
-
ننصحُكمْ أن تقرأوا ..
-
ما جاءَ في الزَبُورْ
-
ننصحُكمْ أن تحملوا توراتَكُمْ
-
وتتبعوا نبيَّكُمْ للطورْ
-
فما لكُمْ خبزٌ هُنا ..
-
ولا لكُمْ حضورْ ..
-
من باب كلِّ جامعٍ
-
من خلف كُلِّ منبرٍ مكسورْ
-
سيخرجُ الحَجَّاجُ ذاتَ ليلةٍ
-
ويخرجُ المنصورْ …
-
إنتظرونا دائماً ..
-
في كُلِّ ما لا يُنْتَظَرْ
-
فنحنُ في كلِّ المطاراتِ ..
-
وفي كلِّ بطاقاتِ السَفَرْ
-
نطلع في روما ..
-
وفي زوريخَ …
-
من تحت الحجَرْ
-
نطلعُ من خلف التماثيلِ ..
-
وأحواضِ الزَهَرْ
-
رجالُنا يأتونَ دونَ موعدٍ
-
في غَضَبِ الرعدِ .. وزخَّاتِ المطَرْ
-
يأتونَ في عباءة الرسُولِ ..
-
أو سيفِ عُمَرْ
-
نساؤنا
-
يرسمنَ أحزانَ فلسطينَ.. على دمع الشجَرْ
-
يقبرنَ أطفالَ فلسطينَ.. بوجدان البشَرْ
-
نساؤنا ..
-
يحملنَ أحجارَ فلسطينَ ..
-
إلى أرض القَمَرْ ….
-
-11-
-
لقد سرقتُمْ وطناً ..
-
فصفَّقَ العالمُ للمُغامَرَهْ..
-
صادرتمُ الألوفَ من بيوتنا
-
وبعتُمُ الألوفَ من أطفالنا
-
فصفَّق العالمُ للسماسرَهْ
-
سرقتُم الزيتَ من الكنائسِ..
-
سرقتُمُ المسيح من منزله في الناصرَهْ
-
فصفّق العالمُ للمغامَرَهْ ..
-
وتنصبُونَ مأتماً
-
إذا خَطَفنا طائرَهْ …
-
-12-
-
تذكَّروا ..
-
تذكَّروا دائماً
-
بأنَّ أَمْريكا -على شأنِها-
-
ليستْ هي اللهَ العزيزَ القديرْ
-
وأنَّ أَمْريكا -على بأسها-
-
لن تمنعَ الطيورَ من أن تطيرْ
-
قد تقتُلُ الكبيرَ .. بارودةٌ
-
صغيرةٌ .. في يد طفلٍ صغيرْ ..
-
-13-
-
ما بيننا .. وبينكُمْ
-
لا ينتهي بعامْ ..
-
لا ينتهي بخمسةٍ .. أو عشْرةٍ
-
ولا بألفِ عامْ ..
-
طويلةٌ معاركُ التحرير.. كالصيامْ
-
ونحنُ باقونَ على صدروكمْ
-
كالنَقْش في الرخامْ …
-
باقونَ في صوت المزاريبِ ..
-
وفي أجنحة الحَمامْ
-
باقونَ في ذاكرة الشمسِ ..
-
وفي دفاتر الأيَّامْ
-
باقون في شَيْطنة الأولاد.. في خَرْبشة الأقلامْ
-
باقونَ في الخرائط الملوَّنَهْ ..
-
باقونَ في شِعْر امريء القيس ..
-
وفي شِعْر ابي تمَّامْ ..
-
باقونَ في شفاه من نحبّهمْ
-
باقونَ في مخارجِ الكلامْ ..
-
-14-
-
مَوْعدُنا حين يجيء المغيبْ ..
-
مَوْعدُنا القادمُ في تل أبيبْ
-
“نَصْرٌ من اللهِ .. وَفَتْحٌ قريبْ”.
-
-15-
-
ليس حُزَيرانُ سوى ..
-
يومٍ من الزمانْ
-
وأجملُ الوُرودِ ما
-
ينبتُ في حديقة الأحزانْ ….
-
-16-
-
للحزن أولادٌ سيكبُرُونْ
-
للوجَع الطويل أولادٌ سيكبُرُونْ
-
لمنْ قتلتمْ في حزيرانَ ..
-
صغارٌ سوفَ يَكبُرُونْ
-
للأرضِ ..
-
للحاراتِ ..
-
للأبواب.. أولادٌ سيكبُرُونْ
-
وهؤلاء كلُّهُمْ ..
-
تجمّعوا منذ ثلاثين سَنَهْ
-
في غُرف التحقيق ..
-
في مراكز البوليس.. في السجونْ
-
تجمّعوا كالدمع في العيونْ
-
وهؤلاء كلُّهمْ ..
-
في أيِّ . أيِّ لحظةٍ
-
من كلِّ أبواب فلسطينَ .. سيدخلونْ
-
-17-
-
وجاءَ في كتابه تعالى :
-
بأنَّكمْ من مِصْرَ تخرجونْ
-
وأنَّكمْ في تيهها ..
-
سوفَ تجوعونَ وتعطشونْ
-
وأنَّكمْ ستعبدونَ العِجْلَ.. دون ربِّكمْ
-
وأنَّكمْ بنعمة الله عليكمْ
-
سوف تكفرونْ ..
-
وفي المناشير التي يحملها رجالُنا
-
زدنَا على ما قاله تعالى
-
سطريْنِ آخرَيْنْ :
-
“ومن ذُرى الجولان تخرجونْ ..”
-
“وضَفَّة الأردُنِّ تخرجونْ ..”
-
“بقوّة السلاح تخرجونْ ..”
-
-18-
-
سوفَ يموتُ الأعورُ الدجَّالْ ..
-
سوفَ يموتُ الأعورُ الدجَّالْ
-
ونحنُ باقونَ هنا ..
-
حدائقاً ..
-
وعطرَ برتقالْ ..
-
باقونَ فيما رسمَ اللهُ ..
-
على دفاتر الجبالْ
-
باقونَ في معاصر الزيتِ
-
وفي الأنوالْ ..
-
في المدِّ .. في الجَزْر ..
-
وفي الشروق والزوالْ
-
باقونَ في مراكب الصيْدِ
-
وفي الأصدافِ .. والرمالْ
-
باقونَ في قصائد الحبِّ ..
-
وفي قصائد النضالْ ..
-
باقونَ في الشعر .. وفي الأزجالْ
-
باقونَ في عطر المناديل ..
-
وفي (الدبْكة).. و (الموَّالْ)
-
في القَصَص الشعبيِّ .. في الأمثالْ ..
-
باقونَ في الكُوفيَّة البيضاءِ ..
-
والعقالْ …
-
باقونَ في مُروءة الخيْل ..
-
وفي مُروءة الخيَّالْ ..
-
باقونَ في (المِْهباج) .. والبُنِّ
-
وفي تحيّة الرجال للرجالْ
-
باقونَ في معاطف الجنودِ ..
-
في الجراحِ .. في السُعالْ
-
باقونَ في سنابل القمح ..
-
وفي نسائم الشمالْ
-
باقونَ في الصليبْ ..
-
باقونَ في الهلالْ ..
-
في ثورة الطُلاَّبِ.. باقونَ
-
وفي معاول العُمَّالْ
-
باقونَ في خواتم الخطْبةِ
-
في أسِرَّة الأطفالْ ..
-
باقونَ في الدموعْ ..
-
باقونَ في الآمالْ ..
-
-19-
-
تِسعونَ مليوناً ..
-
من الأعراب ، خلفَ الأفْقِ غاضبونْ
-
يا ويلَكُمْ من ثأرهمْ..
-
يومَ من القُمْقُمِ يطلعونْ ….
-
-20-
-
لأنّ هارونَ الرشيدَ .. ماتَ من زمانْ
-
ولم يَعُدْ في القصرِ ..
-
غلمانٌ .. ولا خِصْيانْ ..
-
لأنَّنا نحنُ قتلناهُ ..
-
وأطعمناهُ للحيتانْ …
-
لأنَّ هارونَ الرشيدَ ..
-
لم يَعُدْ “إنسانْ”
-
لأنَّهُ في تخته الوثير
-
لا يعرفُ ما القدسُ ، وما بيسانْ
-
فقد قطعنا رأسَهُ ..
-
أمسِ ، وعلّقناه في بيسانْ
-
لأنَّ هارونَ الرشيدَ .. أرنبٌ جبانْ
-
فقد جعلنا قصرهُ
-
قيادةَ الأركانْ ….
-
-21-
-
ظلَّ الفلسطينيُّ أعواماً على الأبوابْ
-
يشحذ خبزَ العدل من موائد الذئابْ
-
ويشتكي عذابَهُ للخالق التوَّابْ..
-
وعندما ..
-
أخرجَ من إسطبله حصانَهُ
-
وزيَّتَ البارودةَ الملقاةَ في السردابْ ..
-
أصبحَ في مقدوره
-
أن يبدأ الحسابْ …
-
-22-
-
نحنُ الذينَ نرسُمُ الخريطَهْ …
-
ونرسمُ السفوحَ والهضابْ
-
نحنُ الذين نبدأ المحاكمَهْ
-
ونفرضُ الثوابَ والعقابْ ..
-
-23-
-
العرَبُ الين كانوا عندكمْ
-
مصدِّري أحلامْ ..
-
تحوّلوا – بعد حزيرانَ – إلى
-
حقلٍ من الألغامْ
-
وانتقلتْ (هانوي) من مكانها
-
وانتقلتْ فيتنامْ …
-
-24-
-
حدائقُ التاريخ.. دوماً تُزْهِرُ
-
ففي رُبى السودان قد ماجَ الشقيقُ الأحمَرُ
-
وفي صحاري ليبيا
-
أورقَ غصنٌ أخضَرُ
-
والعَرَبُ الذي قلتمْ عنهُمُ تحجَّروا
-
تغيّروا ..
-
تغيّروا ..
-
-25-
-
أنا الفلسطينيُّ ..
-
بعد رحلة الضيَاعِ والسرابْ
-
أطلعُ كالعشْب من الخرابْ
-
أضيء كالبرق على وجوهكمْ
-
أهطلُ كالسحابْ
-
أطلع كلَّ ليلةٍ
-
من فسْحة الدار.. ومن مقابض الأبوابْ
-
من ورق التوت.. ومن شجيرة اللبلابْ
-
من بِرْكة الماء.. ومن ثرثرة المزرابْ ..
-
أطلعُ من صوت أبي..
-
من وجه أمي الطيّب الجذَّابْ
-
أطلع من كلِّ العيون السود.. والأهدابْ
-
ومن شبابيك الحبيبات، ومن رسائل الأحبابْ
-
أطلعُ من رائحة الترابْ..
-
أفتحُ بابَ منزلي..
-
أدخله. من غير أن أنتظرَ الجوابْ
-
لأنَّني السؤالُ والجوابْ…
-
-26-
-
مُحاصَرونَ أنتُمُ .. بالحقد والكراهيهْ
-
فمِنْ هُنا.. جيشُ أبي عبيدةٍ
-
ومن هنا معاويَهْ ..
-
سلامُكُمْ ممزَّقٌ
-
وبيتكُمْ مطوَّقٌ
-
كبيت أيِّ زانيَهْ ..
-
-27-
-
نأتي بكُوفيَّاتنا البيضاء والسوداءْ
-
نرسُمُ فوق جلدكمْ ..
-
إشارةَ الفِداءْ
-
من رَحِم الأيَّام نأتي.. كانبثاق الماءْ
-
من خيمة الذلّ الذي يعلكها الهواءْ
-
من وَجَع الحسين نأتي
-
من أسى فاطمةَ الزهراءْ ..
-
من أُحُدٍ .. نأتي ومن بَدْرٍ
-
ومن أحزان كربلاءْ ..
-
نأتي .. لكي نصحِّحَ التاريخَ والأشياءْ
-
ونطمسَ الحروفَ ..
-
في الشوارع العبرِيَّة الأسماءْ
https://www.youtube.com/watch?v=bm7pBLwXr3A