ألحان: أيمن عبد الله غناء: نبيل إبراهيم
لأن الشاعر هو مرآة الشعوب وثقافاتها ، افراحها واحزانها ، وناقوسها ودفتر يومياتها ورابط ماضيها بحاضرها وواقعها بأمانيها مدقق التاريخ ، سالت الشاعر لؤي احمد عن دواعي هذه المغناة الجميلة فقال :-
فلسطين قضيتنا الأولى، والقدس جرحنا النازف، والقصيدة هي آخر طلقات البندقية التي إن تضافرت مع اللحن الشجي والغناء الرصين صارت مغناة عاصمة الحجر (لاء) في وجه كل من قالوا (نعم).
أسمعوها معي
لأنني غُصنُكِ الـمَقطوعُ من شَجَري
نَــايِـــي بِلا شَــــــفَــةٍ عُــــودِي بِلا وَتَـــــرِ
لأنَّني الـهُــــدهُــــدُ الـمَفـــــتُـونُ بامــــرَأةٍ
مـا ارتَـحــتُ مِـن سَـــفَـرٍ إلا إلى سَــــفَـرِ
أُسـائِلُ السُّورَ عنْ أَهلي فَـــيُخبرُنــي:
لم يبقَ في القُدسِ إلا النَّارُ في الحجرِ
أنـــا وأنـــتِ ولــيلُ الـحربِ في دَمِــنـــا
ريـــحٌ مُــــــهَاجـِــرةٌ مَــعْ مَـــوكـِـبِ الغَجَرِ
وحدي الغَــريبُ وضِيقُ الأرضِ لي قَــــدَرٌ
فلا تَـــضــيــــقِــــي بِــمَنْ خَــــلَّاكِ للقَـــدَرِ
عندي من الوقتِ ما يَكفي لتَحمِلَني
إلى المدى الـمُشتَهى أُرجُوحَةُ الضَّجَرِ
يا أختَ مكَّـــةَ هَـــلْ إلاكِ عاصِــمـةٌ
لـهَا تُــــشَــــدُّ خُــيــولُ الـفَــاتِـــــحِ الـعُــمَـــري
يا حُزنَ فاطـــمةٍ تَـــرثـي لـمَـــريـــــمِـهَا
دَمًــــا تَــــــعَـــــمَّــــدَ بــالإنــــجــــيــــلِ والسُّــــــوَرِ
عَـيــنانِ مِنْ مَطرٍ لو تــبكــيانِ بَـكَت
عينُ الــسَّـــماءِ غَـــمَـــامًـــا نَـــاعِــــمَ الـمطَــرِ
باقٍ كمـــا كانَ جُـــرحٌ قِيلَ: مُلـــتَــئِـــمٌ
والـجُرحُ يَـجْـــرَحُـــهُ أنْ لا يُــقالَ: طَرِي
غـــدا يَـعـودُ إلى الزَّيــتُـــــونِ مَـــوسِـمُهُ
كي يَــقْطُرَ الكَــرْمُ زيــتًــــا غيرَ مُعــتـَـكــرِ
مَكانُـكِ القلبُ مهما كُنتِ عاتِـبَـةً
مِـــن أوَّلِ العُــمْــرِ حتّــى آخِـــرِ العُــمُـــرِ
فِردَوسُنا القُدْسُ لا فِردَوسَ تُشْبِهُــهَـا
فَــحُــورُهَــا الـعِــيـنُ كَــنــعَــانِــيّــةُ الـحَـــوَرِ
سَتَـــنــزِعُ الشَّوكَ مِـنْ أَقـــدامِ مَــنْ عَبرُوا
يـــومًـــا شَوَارِعَـــها فـي دَفــتَـــرِ الصُّـــوَرِ
متى استَضَاءَتْ لُعابَ الشَّمسِ قُبَّتُها
على الـمــآذنِ سَـالـتْ فِــضَّـــةُ القَمَــرِ
لؤي أحمد