كُنْ ذكرى طيّبة / الاستاذة ميسون عبدالكريم

كُنْ ذكرى طيّبة

كُنْ ذكرى طابَتْ

بَعدَ غيابِكَ

يَزِينُها القَدَرْ

كَنَسمَةِ صيفٍ حانِيَة

على قلوبِ البَشَرْ

كَجَمالِ الوردةِ التي

تَنثرُ عِطرَها

قبلَ أنْ تَنْدَثِرْ

كالفَرَاشةِ المَزْهُوّةِ بِألوانِها

تَنتَشِي رَحِيقَ الوُرود

لِنفعِ بَنِي البَشَرْ

كَبُلبُلٍ يَشدو

اشتياقاً وحَنينا

ًإذا ما بَزَغَ الفَجر

كَما النّخلةِ الشّمّاء

تُلقي أطيبَ التّمر

دونَ مَنٍّ أو أَجْر

كَقطرةِ نَدىً صافية

عانقتْ وجهَ غانية

ساعةَ السّحَر

كالغيمةِ السّكباءِ تَجودُ

على أهلِ الأرض

بِفَيْضِ نقاءِ المطَر

فَتَبْتَلُّ الأرضُ ويُورِقُ الشّجَر

وتُزْهِرُ الورود

وَكُلُّ الخُضَر

كالنّهرِ ينسابُ بِكُلِّ يُسْرٍ

يَسقِي الزُّروعَ والشّجَر

كالبَحرِ تَسْرِي في أحشائِه الدُّرَر

وَتَجرِي السّفُنُ والمراكِبُ بِلا ضَجَر

كَحَدِيثِ العاشقِينَ والسَّمَر

عندَ شاطيءِ النّهر

ساعةَ الغروبِ وحينما يَطلُّ القَمَر

كُنْ هكذا

فَإنَّما الذّكرى هيَ طِيْبُ الأَثَر

بقلم : الأستاذة ميسون عبد اللطيف عبد الكريم

عن عبدالرحمن ريماوي

شاهد أيضاً

نومُ المهانة – د. عزام عبيد

نومُ المهانة - د. عزام عبيد نمنا، والأقوامُ متيقّظونْ ولنائمِ الفكرِ الكليلِ لا يمرُّ عليهِ قَلمٌ، ولا يجيءُ عليهِ ميزانُ الجزاءْ لكنَّ أزمنةَ الخمولِ تخلّتْ عن عهودِ النائمينْ، وبرئتْ من كلِّ وعدٍ وانتماءْ

%d مدونون معجبون بهذه: