« في محراب الشوق »
يا زهرةً عطـرها قد فاح وانتـشـرا
من بُعْدِكِ الغصنُ ظمآنا قد انكسرا
لكِ الحنينُ يصلي الوَجد مبتـهـلاً
بقبلةِ الروحِ يتلو شوقه ســورا
هل تحمل الريحُ إنساناً إذا انطفأتْ
دنياه، واشتعلت أشـواقـه شـررا
يُخبئ الصمتُ قلبًا ظـامئًا فيـرى
شحوبَ صحرائِهِ من شوقِهِ مطرا
تتلو المسافةُ طيفاً ظـل مختبــئاً
على الطريقِ، وعطراً ينحتُ الأثرا
عينِي سماءٌ،
ودمعي دِيمةٌ هطلتْ
على فلاةٍ تواسي الرمل والحجرا
تركت للرمل والصحراءِ قافلتـي
وسرتُ أبحث عن دمعي الذي انحدرا
من أقدس الشوق من أقصى مدائنه
رنا فؤادي إلى معراجــها وسَرَى
هي التي ما دعتْ لله من ظـمأٍ
إلا استجاب، وأجرى تحتها نَهَرا
..
..
..
أمي لكِ الشوق يُذْكي النار في كبدي،
أنا الكفيـفُ أضعـتُ النور والبَصَـرا
أنا كيعقوب،
هل أشتــم رائحةَ الـ
قميص؛ إنّ فؤادي الآن ليس يرى
متى ستُقبِل عيرُ الوصلِ حاملةً
بشرى الوصال لقلبٍ ماتَ منتظِرا
أمااه أشتاق صوتاً منك يطـربنـي
فهمس صوتك يمحو الهم والكدرا
أشتاقُ أقدامك المثلى أُقبّـلـهــا
أعيشُ في جنةِ الطاعاتِ مزدهرا
يداك أمـيَ قرآنٌ ومعجــزةٌ
أرى بنورهمــا الآياتِ والسورا
بنظرةٍ منكِ أمـي ألفُ مَكْـرُمَـةٍ
كمثل من حَجّ بيتَ اللهِ واعتمرا
يا أعظمَ الخلق أنتِ الذُخْرُ إن رحلتْ كل الخلائق، أنتِ الكل إن حضـرا
إذا سألتُ حروفي الوصفَ عنك أتى
مطأطئَ الرأس شعري الغضُ معـتذرا
لن يبلغ الشعرُ وصفاً عنكِ أي مـدىً،
فالشمس لا ينبغي أن تـــدرك القمرا
—
في محراب الشوق – أسامة الرضي