صهيلُ الضفاف ..
وكنتَ وحدكَ فاسّاقطَتَ مُحْتَشِدا
ولَمْلَمَ الدربُ من أَنّاتِكَ الأَمَدا
وكانَ نبْضُكَ أعواماً مضرَّجةً
وكانَ حزنُكَ في عينيكَ مُتَّحِدا
وأنتَ آدمُ قد تاهت مسافَتُهُ
فلا سبيلَ الى دربٍ رؤاهُ سدى
ترنو الى الخلف لا تدري مهابتَهُ
ورجفةُ الظِّلِ تبكي الروحَ والجسدا
فلتقرأْ الوقتَ عنواناً يجيءُ بنا
واشرحْ ضفافكَ عدواً بل صهيلُ مدى
يكادُ يَندبُني عمرٌ يراوِدُني
والعمرُ يا سيدي قد زُرْتُهُ عَدَدا
والأمسُ يسأَلُني من أيُّما جهةٍ
تسرَّب الشوق من خدّيْهِ فاتّقدا
والبَدءُ فيك صباحٌ وعُدُهُ قُبَلٌ
فامددْ حبالكَ كي نَمْدُدْ اليك يدا
ما كُنتَ وحدكَ لا ما كُنتَ رجْعُ صدى
بل كُنتَ شعباً فجاء الظلمُ مُرْتَعِدا
كُلُّ القصائدِ في عينيك ناقصةٌ
وَوَحْدكَ المجدُ منْ عينيكَ قدْ وُلِدا
—
صهيلُ الضفاف / عبلة تايه